الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية: استثمار في صحة الأجيال ودعوة لتعزيز السياسات الداعمة

تحتفل تونس، على غرار بقية دول العالم، بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية خلال الفترة من 1 إلى 7 أوت 2025، تحت شعار وطني: “مع بعضنا… نشجّع الرضاعة الطبيعية”، وذلك تزامنًا مع الشعار العالمي الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية: “الاستثمار في الرضاعة الطبيعية استثمارٌ في المستقبل”.

بهذه المناسبة، شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة دمج الرضاعة الطبيعية في السياسات الصحية الوطنية، مع سنّ تشريعات فعالة لضمان المتابعة والمساءلة، والحد من التأثير التجاري السلبي، لاسيما من خلال منع تسويق بدائل حليب الأم.

كما دعت المنظمة إلى دعم السياسات التي تحمي الرضاعة الطبيعية، وزيادة التمويل المخصص للبرامج الشاملة في هذا المجال، وتعزيز إجازات الأمومة والأبوة، إلى جانب تمكين النظم الصحية من تقديم الدعم المهني المستدام من مرحلة الحمل حتى الطفولة المبكرة.

واعتبرت المنظمة أن هذه الجهود تُعد استثمارًا طويل الأمد، يعود بالنفع على الأطفال والأمهات والمجتمع بأسره، من خلال تحسين الصحة العامة، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية، وتعزيز القدرات المعرفية والنمو الاقتصادي.

وأكدت أن الرضاعة الطبيعية تمثل مصدر الغذاء الأساسي والمثالي للرضيع، وتوفر له الأجسام المضادة اللازمة لحمايته من أمراض شائعة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، لاسيما في الأشهر الأولى من حياته.

وقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أن عدد الرضّع الذين يعتمدون بشكل حصري على الرضاعة الطبيعية حتى سن 6 أشهر ارتفع بنسبة 10% عالميًا منذ عام 2013، مع تسجيل معدلات أعلى في بعض البلدان، ما يعكس التقدم المحرز ويبرز إمكانات التحسن المستمر.

ويُشار إلى أن الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية يُحتفل به منذ سنة 1992، وتم اعتماده رسميًا من قبل جمعية الصحة العالمية سنة 2018 كأداة استراتيجية لتعزيز الوعي حول أهمية الرضاعة الطبيعية، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وشركاء المجتمع المدني حول العالم.