بعد أكثر من اثني عشر عامًا من الاختفاء، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني مساء السبت، تمهيدًا لمحاكمته أمام القضاء، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا بين مؤيدٍ يرى فيها تصحيحًا لمسار قديم، ومعارضٍ يعتبرها محاولة لتسوية ملف قضائي شائك.
ويواجه شاكر اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، إلى جانب صدور أحكام غيابية بحقه بالسجن مع الأشغال الشاقة تصل إلى 22 عامًا. ووفق مصادر قضائية، فإن تسليم نفسه يُسقط تلقائيًا تلك الأحكام الغيابية، لتبدأ محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية الدائمة، مع إمكانية طلب إخلاء سبيل مؤقت خلال سير الجلسات.
المحامي أشرف الموسوي أوضح أن “الخطوة بحد ذاتها تُعد شجاعة ومسؤولة”، مشيرًا إلى أن شاكر يواجه ما بين ثلاثة إلى أربعة ملفات قضائية تتعلق بأحداث عبرا عام 2013، بتهم تراوحت بين التحريض على القتل وتشكيل عصابة مسلحة.
ورجّح الموسوي أن تتجه المحكمة نحو إصدار أحكام “مع وقف التنفيذ”، لافتًا إلى أن فضل شاكر “لم يكن له دور محوري في المعارك”، متوقعًا أن تُغلق جميع ملفاته قبل نهاية العام. كما أضاف أن شاكر سيغادر إلى السعودية فور انتهاء محاكمته، حيث من المرجح أن يُقيم هناك بشكل دائم ويواصل نشاطه الفني في حفلات الرياض.
من جانبها، أكدت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني في بيان رسمي أن الفنان فضل عبد الرحمن شمندر المعروف بفضل شاكر سلّم نفسه طوعًا عند مدخل مخيم عين الحلوة – صيدا، وتم تسليمه إلى مديرية المخابرات التي باشرت التحقيق بإشراف القضاء المختص.
وبذلك، يعود اسم فضل شاكر إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة من بوابة القضاء، بعد أكثر من عقدٍ من الجدل الذي رافق مسيرته بين الفن والسياسة.