الأربعاء, نوفمبر 5, 2025
24.7 C
Tunisia
الأربعاء, نوفمبر 5, 2025

زهران ممدّاني.. من ناشط ميداني إلى أول عمدة مسلم لنيويورك

في الرابع من نوفمبر 2025، دوّى اسم زهران ممدّاني في نيويورك والعالم. بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات فوزه بمنصب عمدة المدينة، ليصبح أول مسلم وأول أميركي من أصول جنوب آسيوية يتولى هذا المنصب في تاريخ العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة.

جذور عالمية وهوية متعددة

وُلد ممدّاني في 18 أكتوبر 1991 في كمبالا، عاصمة أوغندا. ينتمي إلى عائلة تجمع الفكر بالنضال. والده هو المفكر محمود ممدّاني، أحد أبرز الباحثين في قضايا الاستعمار والهوية. ووالدته المخرجة والمناضلة ميريام تلالي من جنوب أفريقيا.
تنقّلت العائلة بين أوغندا وجنوب أفريقيا قبل أن تستقر في الولايات المتحدة. هناك نشأ زهران في حي أستوريا بمنطقة كوينز في نيويورك، داخل مجتمع متنوع شكّل وعيه السياسي والاجتماعي.

من الميدان إلى السياسة

بدأ زهران نشاطه في الشارع قبل أن يدخل المعترك الانتخابي. كان يطرق أبواب المستأجرين المهددين بالطرد، وينظّم الاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار، ويدافع عن حقوق العمال والسائقين.
انضم إلى الحركة الاشتراكية الديمقراطية الأمريكية، الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، وعمل إلى جانب ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز في مبادرات اجتماعية.
عام 2020 فاز بمقعد في مجلس ولاية نيويورك، ليبرز كأحد الأصوات التقدمية المطالبة بإصلاح اقتصادي واجتماعي عميق.

برنامج انتخابي “لصالح الناس لا الأغنياء”

خاض ممدّاني حملته تحت شعار: “نيويورك للجميع، لا للأغنياء فقط.”
ارتكز برنامجه على سياسات جريئة شملت:

  • النقل العام المجاني للجميع.
  • تجميد الإيجارات وإصلاح نظام الإسكان.
  • تحويل المدينة إلى طاقة نظيفة بحلول عام 2040.
  • إلغاء ديون الطلاب وتعزيز التعليم العام.

وجد هذا البرنامج صدىً واسعًا بين الشباب والطبقة العاملة، لكنه أقلق النخب الاقتصادية وقيادات الحزب التقليدية التي وصفته بأنه “مثالي وغير واقعي.”

مواقف مبدئية لا تساوم

تميّز ممدّاني بمواقفه الواضحة من القضايا الدولية. كان من أوائل السياسيين الأمريكيين الذين طالبوا بوقف الدعم العسكري لإسرائيل، واصفًا ما يحدث في فلسطين بأنه “نظام فصل عنصري”.
قال في أكثر من مناسبة: “العدالة لا تتجزأ، من بروكلين إلى غزة.”
هذه المواقف أكسبته دعمًا كبيرًا من الجاليات العربية والإسلامية، لكنها جلبت له أيضًا هجومًا من المحافظين وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. رغم ذلك، ظل ثابتًا على مواقفه.

فوز تاريخي وتحديات جسيمة

تفوق ممدّاني على خصمه أندرو كومو، الحاكم السابق الذي خاض الانتخابات كمستقل. بهذا الفوز، أصبح رمزًا لجيل جديد من القادة الأمريكيين الذين يجمعون بين الهوية الدينية والانفتاح التقدّمي.
يتسلم ممدّاني مدينة تعاني من أزمة إسكان حادة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع الثقة في الخدمات العامة.
في خطاب النصر قال بثقة:

“لقد انتصر صوت الناس الذين قيل لهم إنهم غير مرئيين. هذه المدينة ستُدار بالحب والعدالة، لا بالخوف والمصالح.”

معركة ضد المال الكبير

واجه ممدّاني حملة مضادة ضخمة موّلتها جماعات ضغط وأصحاب رؤوس أموال، تجاوز إنفاقها 25 مليون دولار. حاولت هذه الجهات وقف صعوده عبر إعلانات وتشويه سياسي منظم.
لكن حملته الشعبية قلبت الموازين. اعتمد على تبرعات صغيرة وتمويل شفاف، مقدّمًا نفسه كصوت المواطن العادي في مواجهة نفوذ المال السياسي.
يرى مراقبون أن هذه المواجهة رسّخت صورته كسياسي مستقل لا يُشترى، وأن فوزه شكّل صفعة للنظام المالي التقليدي في السياسة الأمريكية.

بهذا الفوز، كتب زهران ممدّاني فصلًا جديدًا في تاريخ نيويورك، وجعل من قصته مثالًا حيًا على قدرة القيم والالتزام الشعبي على هزيمة المال والنفوذ.

بطاقة إيداع بالسجن ضد فتاة على تيك توك بسبب مضامين غير أخلاقية

بطاقة إيداع بالسجن ضد فتاة على تيك توك بسبب مضامين غير أخلاقية

أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسوسة 2 بطاقة إيداع بالسجن ضد فتاة عشرينية نشطة على منصة تيك توك. وجاء القرار بعد توجيه عدة تهم...
احمِ منزلك من التطفُّل: كيف تشوّش واجهتك على Google Maps ولماذا يُعدّ ذلك أمراً في غاية الأهمية

احمِ منزلك من التطفُّل : كيف تشوّش واجهة بيتك على Google Maps ولماذا يُعدّ...

في زمن الاتصال الرقميّ، أصبحت الخصوصية والأمن على الإنترنت من أبرز التحدّيات التي يواجهها كثيرون. من بين الخدمات التي تسهّل التنقّل والاستكشاف، نجد خاصيّة...