تدخل الحرب في قطاع غزة اليوم عامها الثاني، ففي السابع من أكتوبر 2023 شنت حركة حماس هجومًا مفاجئًا على إسرائيل، في عملية اعتُبرت مفاجأة استراتيجية أربكت جيش الاحتلال وأفقدته توازنه، وكسرت الصورة النمطية لقوته التي روّج لها قادته لعقود.
ففي يومٍ لم تتوقعه تل أبيب، تلقت إسرائيل هزيمة قاسية عسكريًا وسياسيًا، لتبدأ بعدها حربٌ لا تزال نيرانها مشتعلة حتى اليوم، وسط معاناة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان غزة الذين صمدوا في وجه القصف والحصار والجوع والمرض، رافعين راية العزة رغم الألم.
وخلال أكثر من 730 يومًا، توالت المآسي في القطاع: قصف متواصل، نزوح جماعي، مجاعة، وانهيار في البنية التحتية والخدمات الأساسية، فيما يستمر الاحتلال في فرض حصاره الجائر، مانعًا دخول الغذاء والدواء والوقود، لتتحول الحياة اليومية إلى معركة بقاء.
الغزيون وثّقوا معاناتهم بالصوت والصورة على منصات التواصل الاجتماعي، لتبقى شهاداتهم الحيّة دليلاً على واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في التاريخ المعاصر.
ويرى ناشطون أنّ مرور عامين على الحرب لم يُغيّر من الواقع شيئًا، بل جعل الوضع أكثر مأساوية في ظل تخاذل المجتمع الدولي وصمت الأنظمة العربية.
وقال أحدهم: “مر عامان ونتنياهو يزداد طغيانًا، يسفك المزيد من دماء الغزيين، عامان والقطاع يزداد خرابًا، ومعهما يستمر النهب والقتل، بينما العالم صامت.”