تم الثلاثاء 21 ماي 2024 خلال تظاهرة احتفالية احتضنها قصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد الاطلاق الرسمي لوجهة تونس قرطاج ، كما تم بالمناسبة الإعلان عن هيكل التصرف في الوجهة السياحية تونس قرطاج DMO “ديمو” و هو هيكل مستقل يعنى بالتصرف و الترويج لهذه الوجهة السياحية الهامة في حوض المتوسط.
تونس قرطاج: فسيفساء حية
تمثل وجهة تونس قرطاج وجهة فريدة تجمع مقومات عديدة من شأنها أن تستقطب الزوار تتمثل في مزيج ثري يجمع بين التاريخ و الثقافة و الطهي و جمال الطبيعة و تنشيط الحياة الليلية. فمدينة تونس تحتضن العديد من المواقع الثقافية ذات السيط العالمي مثل المدينة العتيقة المسجلة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو و الموقع الأثري بقرطاج .كما تعرف تونس قرطاج أيضا بأنها مدينة حركية و عصرية و مميزة بسهراتها الرائقة و التي تقترح أنشطة عديدة للسهر و الترفيه تناسب كل الأذواق .
“ديمو” تونس قرطاج نموذج متجدد في خدمة السياحة
يتمحور ديمو تونس قرطاج في قلب المشروع الطموح للتعريف و الترويج لهذه الوجهة السياحية و يمثل نموذجا فريدا للحوكمة في اطار شراكة تجمع بين القطاعين العام و الخاص مع سلطات الاشراف المعنية من أجل الترويج لهذه المنطقة السياحية و التعريف بتراثها المادي و يمكن هذا التمازج من الانفتاح على خبرات كل المتداخلين لوضع استراتيجية تسويقية ناجعة و متجانسة لهذه الوجهة السياحية المتميزة .
و يقام هذا التمازج و التعاون في تنسيق تام مع الفاعلين التاريخيين في قطاع السياحة التونسية على غرار الجامعة التونسية لوكالات الأسفار و الجامعة التونسية للنزل و الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية و الجامعة التونسية للمطاعم السياحية و كل الجامعات الأخرى المختصة في مجال السياحة و كل مسدي الخدمات في هذا القطاع .
الجهات الرسمية شريكة في الترويج لوجهة سياحية واعدة جدا
يعول هيكل التصرف و الترويج في الوجهة السياحية ديمو تونس قرطاج على الدعم ألا مشروط لعديد الشركاء الفاعلين مثل وزارة السياحة التي شجعت هذا المشروع و أشرفت على تكوينه بالتعاون مع الديوان الوطني التونسي للسياحة و مع بلديات الجهة .
كما تلعب وزارة الثقافة دورا محوريا في دعم هذا المشروع للترويج للتراث اللامادي للعاصمة و هي ممثلة أيضا في صلب مجلس إدارة “ديمو” تونس قرطاج من خلال وكالة احياء التراث و التنمية الثقافية .و هذا التعاون الثمين مع وزارة الثقافة يمكن ديمو من التمتع بخبرات الوزارة في المجال للمساعدة على ترويج الثراء التاريخي و الثقافي لمنطقة تونس قرطاج .
و يدعم هذا التعاون مع الوزارات و الهياكل الرسمية “ديمو” تونس قرطاج و يمكنها من وسائل و أليات ناجعة لتحقيق الأهداف المرجوة لإحياء السياحة في الجهة و الترويج لتراثها .
مشروع طموح لوجهة مميزة
اطلاق وجهة تونس قرطاج و تكوين جامعة التصرف و الترويج في الوجهة السياحية “ديمو” بالجهة يمثل مرحلة هامة جدا في تطوير السياحة التونسية خاصة و أن هذا المشروع الطموح و المميز بحوكمة جديدة و بمشاركة فعالة لكل الفاعلين في القطاع يهدف الى دعم هذه الوجهة لجعلها من أبرز الوجهات السياحية في البحر الأبيض المتوسط و منافسة للوجهات التقليدية المعروفة في حوضه.
وبهذه المناسبة، أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية السيد محمد المعز بلحسين خلال حضوره الانطلاق الرسمي لوجهة تونس قرطاج أن هياكل التصرف في الوجهات السياحية الخمس القائمة على كل من تونس قرطاج ، الظاهر ، جربة ، زغوان و المهدية تهدف إلى زيادة القدرة التنافسية للعروض السياحية الإقليمية و دعم هذه الوجهات على المستوى الوطني والدولي.
كما أشار الوزير إلى أنه من المهم تعزيز جاذبية مدينة تونس العتيقة والترويج لصورتها دوليا و تقديم ذكريات لا تمحى من أذهان السياح و الزائرين ، كما وجب أيضا الترويج لجوهرة تاريخية وثقافية وهي منطقة قرطاج التي تشهد على حضارة عريقة ، مع ضرورة ايلاء اهتمام أكبر بمدينة سيدي بوسعيد، و شواطئ المرسى و قمرت الجذابة وصولا للجانب الاخر .
وبالعودة إلى استراتيجية التنمية السياحية لـسنة 2035، أكد السيد بلحسين أنها تسعى إلى تسهيل الحوار والشراكات بين القطاعين العام والخاص بهدف تحقيق اللامركزية في التخطيط والتنمية وإدارة الوجهات والتسويق لها .
و ختم الوزير كلامه قائلا : “على عاتقنا مسؤولية كبرى و نحن عازمون على تنمية و تطوير المناطق التونسية ، والحفاظ على بيئتنا الطبيعية والثقافية للأجيال القادمة”.
و تجدر الإشارة في الأخير أن مشروع “ديمو تونس قرطاج” مدعم من طرف مشروع تطوير السياحة المستدامة الذي أطلقته وزارة السياحة بالتعاون مع giz المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي و الممول بالشراكة بين الوزارة الفدرالية الألمانية للتطور و التعاون الاقتصادي و الاتحاد الأوروبي في اطار مشروع تونس وجهتنا .