يعتقد كثير من الأشخاص أنّ التدهور المعرفي مرتبط بالتقدم في العمر، ويبدأ عادة في الستينيات أو السبعينيات، إلا أنّ البروفيسور العالمي فيكتور فاس يؤكد أنّ هذا الاعتقاد خاطئ. ويشير فاس إلى أنّ التدهور المعرفي يبدأ مبكرًا، في سن الثلاثينيات أو الأربعينيات، ويتراكم تدريجيًا على مدى سنوات. لذلك، من المهم تبني استراتيجيات وقائية للحفاظ على صحة الدماغ منذ مرحلة الشباب.
1. النوم الجيد من 7 إلى 9 ساعات
النوم الكافي يلعب دورًا رئيسيًا في صحة الدماغ، حيث يساعد الجسم على التخلص من بروتينات ضارة تُعرف باسم بيتا-أميلويد المرتبطة بالإصابة بمرض الزهايمر. كما أن اضطرابات النوم تؤدي إلى ضعف الذاكرة، وانخفاض الوظائف الإدراكية، وصعوبة التركيز. النوم المنتظم لفترات كافية يضمن استقرار الدماغ ويحافظ على الأداء العقلي على المدى الطويل.
2. ممارسة المشي يوميًا لمدة 30 دقيقة
التمارين البدنية مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات الخفيفة تعزز الدورة الدموية في الدماغ، وتزيد من إمداده بالأكسجين. كما تساهم هذه الأنشطة في إفراز بروتين BDNF الذي يحفز نمو الخلايا العصبية ويحسن الذاكرة وقدرات التعلم، ويقلل من خطر الإصابة بـ الخرف.
3. تناول العناصر الغذائية الأساسية
يحافظ الدماغ على صحته من خلال العناصر الغذائية المهمة مثل:
- حمض DHA الدهني: ضروري لبنية الدماغ ووظائف الحالة المزاجية.
- فيتامين B12: يحمي الجهاز العصبي ويحافظ على صحته.
- الكولين: يدعم إنتاج الأستيل كولين لتحسين الذاكرة والتعلم.
- المغنيسيوم: يحافظ على مرونة المشابك العصبية ويعزز الأداء الإدراكي.
4. استقرار مستوى السكر في الدم
يحتاج الدماغ إلى مستويات مستقرة من الغلوكوز لأداء وظائفه بشكل سليم. ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر يؤدي إلى ضعف الذاكرة، وانخفاض حجم الدماغ في مناطق إدراكية مهمة مثل الحصين، وبالتالي التأثير على سرعة المعالجة والقدرات الذهنية.
5. التعلم والمشاركة الاجتماعية
يبقى الدماغ نشطًا من خلال التعلم المستمر والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. مواجهة تجارب جديدة، حل المشكلات، وممارسة أنشطة الاكتشاف تعزز المرونة الذهنية، وتحسن قدرات الذاكرة، وتدعم الإبداع.
6. التعرض المعتدل لأشعة الشمس
التعرض اليومي لأشعة الشمس بشكل معتدل يحفز إنتاج فيتامين D ويحسن الحالة المزاجية وينظم الساعة البيولوجية، ما يدعم النوم الصحي ووظائف الدماغ. كما أن النشاط في الخارج، خصوصًا في الصباح، يعزز القدرات المعرفية ويحسن الصحة العامة.
الخلاصة:
التدهور المعرفي ليس فقط مشكلة الشيخوخة، بل يبدأ منذ سن الثلاثين، ما يجعل الوقاية المبكرة ضرورية. النوم الجيد، النشاط البدني المنتظم، التغذية السليمة، الحفاظ على استقرار السكر في الدم، التعلم المستمر، والتعرض المعتدل للشمس، كلها عوامل أساسية للحفاظ على صحة الدماغ وتحسين الأداء العقلي على المدى الطويل.
