في فضيحة هزّت أركان حلف الناتو، تم تسريب مكالمة فيديو سرية بين مسؤولين في القوات الجوية الألمانية، كشفت عن معلومات عسكرية حساسة، من ضمنها تفاصيل عن القوات البريطانية العاملة في أوكرانيا.
أثار التسريب مخاوف جدية بشأن أمن المعلومات داخل الحلف، وفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالية اختراق روسيا لأسرار عسكرية أخرى.
وحذّر رئيس المخابرات الألمانية السابق، أوغست هانينغ، من أن التسريب قد يكون “مجرد غيض من فيض”، وأن المزيد من أسرار الناتو قد تكون عرضة للاختراق من قبل قوى معادية.
وتشير المعلومات الواردة في التسجيل المسرب إلى أن روسيا حددت ألمانيا على أنها “الحلقة الأضعف” في حلف الناتو، وأنها استغلت المستشار الألماني أولاف شولتز لتحقيق أهدافها.
وتعرّض شولتز لضغوط كبيرة بعد أن كشفت المكالمة المسربة تفاصيل عن القوات البريطانية في أوكرانيا، مما قد يعرضها للخطر، خاصة وأن دورها على الأرض كان يُفترض أنه محدود.
وبثّت الدعاية الروسية المكالمة المسربة على نطاق واسع، مما زاد من حدة التوتر بين روسيا وحلف الناتو.
وفي السياق نفسه، حذّر خبراء أمنيون من أن بريطانيا ليست مستعدة لـ “سيناريوهات الخسائر البشرية الفادحة” في حال اندلاع صراع أوسع في أوروبا.
وأشاروا إلى أن خطط الطوارئ الحالية “غير مناسبة” للتعامل مع الجنود المصابين العائدين من ساحة المعركة، واحتمال وقوع هجمات بالقرب من الأراضي البريطانية.
وأثار التسريب تساؤلات حول مدى استعداد أوروبا لمواجهة التهديدات الروسية، وضرورة مراجعة ممارساتها الاستخباراتية لضمان أمن المعلومات داخل حلف الناتو.
كما أكّد على أهمية الاستعداد لسيناريوهات الحرب، بما في ذلك الاستعداد لمعالجة الخسائر البشرية الفادحة.
وتُعدّ هذه الفضيحة اختبارًا حقيقيًا لحلف الناتو، وفرصة لمراجعة نقاط ضعفه وتعزيز أمنه الداخلي.
و يبقى السؤال مطروحًا: كيف ستردّ الدول الأعضاء في الحلف على هذا الاختراق الخطير؟
وهل ستتمكن من طمأنة الرأي العام إلى قدرتها على حماية أمنها في ظلّ التهديدات المتزايدة من روسيا؟