الإثنين, يوليو 7, 2025
40.8 C
Tunisia
الإثنين, يوليو 7, 2025
tunisair

الحوسبة الكمومية تهدد الأمن السيبراني العالمي: كاسبرسكي تسلّط الضوءعلى أبرز ثلاثة مخاطر رئيسية

بمناسبة انعقاد مؤتمرها الأوروبي “Kaspersky HORIZONS” المخصص لاستشراف مستقبل الأمن
السيبراني، والمنظم في مدينة مدريد خلال الفترة الممتدة من 30 يونيو إلى 2 يوليو 2025، تناولت شركة
كاسبرسكي أحد أبرز التحديات التكنولوجية الجدلية في العقد المقبل، والمتمثل في تنامي الحوسبة الكمومية
وما قد ينجم عنها من تداعيات على الأمن الرقمي. وفي سياق الاحتفال بمرور مئة عام على نشأة فيزياء الكم،
حدّدت كاسبرسكي ثلاث تهديدات كمومية رئيسية تستدعي تعبئة فورية من قبل مجتمع الأمن السيبراني
العالمي.
وفي الوقت الذي تقترب فيه الحوسبة التقليدية من بلوغ حدودها الفيزيائية القصوى، مما يؤدي إلى تباطؤ في
تحسن الأداء ويؤثر سلبًا على التطورات في مجالات تتطلب عمليات حسابية معقدة، تبرز الحوسبة الكمومية
كبديل واعد قادر على معالجة مشكلات محددة بسرعة تتجاوز قدرات الأجهزة التقليدية. ومع ذلك، لا يزال
استخدامها حاليًا مقتصرًا على نطاقات بحثية وتجريبية محدودة.
إلا أن التوقعات تشير إلى إمكانية ظهور حواسيب كمومية ذات قدرات عالية على تحمل الأعطال خلال العقد
القادم، وهي قفزة تقنية من شأنها إحداث تحوّلات إيجابية واسعة، لكنها في المقابل قد تفتح الباب أمام حقبة جديدة
من التهديدات السيبرانية. وقد أكد تقرير صادر عن “ديلويت” سنة 2024 حول مستقبل الأمن السيبراني هذه
الرؤية، حيث كشف أن 83% من المؤسسات حول العالم شرعت بالفعل في تقييم المخاطر المرتبطة بالحوسبة
الكمومية أو بدأت في اتخاذ تدابير ملموسة للتعامل معها، وهو ما يعكس إدراكًا متزايدًا وإرادة واضحة لاعتماد
مقاربات استباقية داخل القطاع الخاص.
ورغم ما تحمله هذه التكنولوجيا من وعود، إلا أن قدرتها المتوقعة على فك التشفيرات المعتمدة حاليًا تثير قلقًا
بالغًا لدى المختصين. فبينما لا يُرجّح أن يتمكن المجرمون العاديون من الوصول إلى مثل هذه التقنيات المتطورة
والمكلفة، تظل احتمالية استخدامها واردة من قبل جهات فاعلة مدعومة من دول أو من قبل مجموعات تهديدات
متقدمة (APT).
وفي هذا السياق، صرّحت السيدة بيلار ترونكوسو، مديرة العلاقات في شركة Qcentroid المتخصصة في
مواكبة المؤسسات خلال مرحلة الانتقال إلى التقنيات الكمومية، قائلة: «على الرغم من أن العتاد الكمومي لا
يوفّر حتى الآن تفوقًا حاسمًا في جميع الاستخدامات، إلا أن الاتجاه بات واضحًا. إن اعتماد الأطر الهجينة منذ
الآن يتيح للمؤسسات استكشاف الحلول الكمومية، وتجريبها، ومتابعتها، وتقييمها، بما يعزز جاهزيتها في عالم
يتطور فيه الكم بشكل متسارع. الأدوات الحالية تقدم بالفعل قيمة مضافة في مجالات مثل التتبع، والمحاكاة،
واتخاذ القرارات المعقدة. وبالتالي، ينبغي إدراج هذه التكنولوجيا ضمن خارطة الطريق الاستراتيجية للمؤسسات
في جميع القطاعات. فالاستعداد لاعتمادها لم يعد خيارًا بل ضرورة، إذ أن من يتأخر عن هذا التحول قد يخسر
ميزته التنافسية ويصبح أكثر عرضة للمخاطر السيبرانية.»
ولفهم أبعاد هذه التهديدات بشكل أعمق، حدّدت كاسبرسكي ثلاثة من أخطر التهديدات المرتبطة بالحوسبة
الكمومية والتي تستوجب تعبئة فورية من مجتمع الأمن السيبراني.
ثلاثة تهديدات رئيسية
من شأن الحواسيب الكمومية، في حال تطورها وبلوغها مستويات متقدمة من القدرة الحسابية، أن تُستخدم
لاختراق أنظمة التشفير التقليدية التي تُشكّل اليوم خط الدفاع الأول لحماية كمّ هائل من البيانات عبر مختلف
الأنظمة الرقمية حول العالم، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا وجذريًا للبنى التحتية العالمية المعنية بالأمن السيبراني.
ومن أبرز المخاطر المحتملة في هذا السياق، اعتراض الرسائل وفك تشفيرها، سواء كانت اتصالات دبلوماسية

حساسة، أو مراسلات عسكرية سرّية، أو بيانات مالية بالغة الدقة، وصولًا إلى إمكانية فك تشفير مفاوضات
خاصة في الزمن الحقيقي، وهو ما يجعل من الحوسبة الكمومية أداة قادرة على قلب المعادلة بالكامل. ففي حين
تتطلب مثل هذه العمليات وقتًا وموارد ضخمة في بيئة الحوسبة التقليدية، فإن الأنظمة الكمومية قد تُنفذها بسرعة
فائقة، محوّلة بذلك المحادثات الآمنة إلى نصوص مكشوفة، تفقد معها خصوصيتها وسريتها، وتُعرض الأمن
المعلوماتي العالمي لمستويات غير مسبوقة من الخطر.

  1. خزن الآن.. فك لاحقًا: التهديد الأبرز في المستقبل القريب
    بدأت جهات خبيثة بجمع بيانات مشفّرة منذ الآن على أمل فك تشفيرها لاحقًا بمجرد توفر القدرات الكمومية
    المطلوبة. وتُعرف هذه الاستراتيجية بمقاربة “خزن الآن.. فك لاحقًا”، وهي تنطوي على مخاطر كبيرة، إذ قد يتم
    لاحقًا الكشف عن معلومات حساسة مثل المراسلات الدبلوماسية، والتحويلات المالية، والاتصالات الخاصة، بعد
    مرور سنوات على إرسالها.
    وقد جاء في بيان مشترك صادر عن 18 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي: «يشكّل هذا الوضع تهديدًا حقيقيًا
    عندما يتعلّق الأمر ببيانات يجب أن تظل سرية لفترات طويلة (مثل البيانات الشخصية الحساسة أو الأسرار
    التجارية). (…) نحن نحث الإدارات الحكومية، ومزوّدي البنى التحتية الحيوية، ومؤسسات تكنولوجيا
    المعلومات، وكافة القطاعات الصناعية على اعتبار الانتقال إلى التشفير ما بعد الكم أولوية قصوى. (…) ويجب
    على المؤسسات والحكومات الشروع في هذه الخطوة دون تأخير.»
  2. اختراق أنظمة البلوكشين والعملات المشفّرة
    تتعرض شبكات البلوكشين أيضًا لمخاطر الحوسبة الكمومية. وتحديدًا، فإن خوارزمية التوقيع الرقمي المعتمدة
    على المنحنيات البيضوية (ECDSA)، والتي تشكل حجر الأساس في تأمين عملة “بيتكوين”، تبدو عرضة بشكل
    خاص لهذه التهديدات.
    وقد تشمل هذه المخاطر تزوير التوقيعات الرقمية، مما يهدد عملات رقمية مثل بيتكوين وإيثيريوم؛ واختراق
    محافظ العملات المشفّرة؛ والتلاعب بسجل المعاملات في البلوكشين، وهو ما من شأنه تقويض الثقة والمصداقية
    في هذا النظام المالي اللامركزي.
  3. برمجيات فدية مقاومة للكم: جبهة جديدة في عالم التهديدات
    في المستقبل القريب، قد يعمد مطورو ومشغلو برمجيات الفدية (Ransomwares) إلى اعتماد خوارزميات
    تشفير ما بعد الكم، لحماية بياناتهم الخبيثة من فك التشفير. هذه البرمجيات التي توصف بـ”المقاومة للكم” ستكون
    مصمّمة لتفادي عمليات فك الشيفرة سواء بأجهزة تقليدية أو كمومية، مما يصعّب استرجاع البيانات دون
    الرضوخ ودفع الفدية.
    حتى الآن، لا تستطيع أجهزة الحوسبة الكمومية فك تشفير الملفات المقفلة ببرمجيات الفدية الحالية، وتبقى الحماية
    منها رهنًا بأدوات الأمان التقليدية والتعاون الوثيق بين أجهزة الأمن، والباحثين، والمؤسسات الدولية المختصة.
    التحصين ضد التهديدات الكمومية
    رغم أن الحوسبة الكمومية لم تصبح بعد تهديدًا مباشرًا، إلا أن الانتظار حتى حدوث ذلك سيكون مخاطرة كبيرة.
    فالانتقال إلى خوارزميات تشفير ما بعد الكم يتطلب سنوات من التخطيط والتنفيذ، ما يستدعي البدء في
    التحضيرات منذ الآن.
    يتوجب على مجتمع الأمن السيبراني، وشركات التكنولوجيا، والحكومات، توحيد جهودهم لمواجهة التهديدات
    القادمة. كما ينبغي على صناع القرار صياغة استراتيجيات واضحة للانتقال إلى خوارزميات التشفير الجديدة،
    بينما يبدأ الباحثون والمؤسسات في تبنّي المعايير الأمنية الحديثة.

وفي هذا الإطار، صرّح سيرغي لوجكين، رئيس وحدة البحث والتحليل العالمية لدى كاسبرسكي لمنطقتي الشرق
الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، قائلًا: «إن التهديد الأكثر إلحاحًا لا يكمن في المستقبل البعيد، بل في الحاضر
الراهن. فالمعلومات المشفّرة ذات القيمة الاستراتيجية طويلة الأمد معرضة منذ الآن لخطر فكها لاحقًا.
والقرارات الأمنية التي نتخذها اليوم هي التي سترسم معالم صمود بنيتنا الرقمية لعقود مقبلة. وإذا لم تبدأ
المؤسسات والحكومات ومزوّدو البنى التحتية بالتأقلم من الآن، فإنهم يخاطرون بمواجهة ثغرات هيكلية قد لا
يمكن معالجتها لاحقًا.»
وفي ظل غياب تنسيق دولي، وعدم تسريع عملية تحديث البنى التحتية الرقمية، قد تبلغ المخاطر المترتبة على
البيانات المالية، والحكومية، والتجارية مستويات حرجة.
نبذة عن كاسبرسكي
كاسبرسكي هي شركة عالمية متخصصة في الأمن السيبراني وحماية الخصوصية، تأسست عام 1997، وتُعد من أبرز
اللاعبين في هذا المجال على مستوى العالم. نجحت الشركة حتى اليوم في تأمين أكثر من مليار جهاز ضد التهديدات
السيبرانية والهجمات الموجهة، بفضل خبرتها الواسعة في مجال الحماية الرقمية، والتي تُترجم باستمرار إلى حلول مبتكرة
وخدمات مصممة لحماية الأفراد، والشركات، والبنى التحتية الحيوية، والجهات الحكومية.
يضم عرض كاسبرسكي مجموعة واسعة من الحلول تشمل حماية شاملة للحياة الرقمية للأفراد، ومنتجات وخدمات أمنية
متخصصة للشركات، بالإضافة إلى حلول متقدمة ضمن مفهوم “Cyber Immunity” للتصدي للتهديدات الرقمية
المتطوّرة. وتساهم الشركة اليوم في حماية مصالح ملايين المستخدمين وأكثر من 200,000 مؤسسة حول العالم. للمزيد
من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع: https://www.kaspersky.fr
جهات الاتصال الصحفي: فريق Fabriq
كلارا هيراود / ميلاني بيرنين-فريجيريو / أليكسيس شارليه بيرجيراند / موريل مارتان.
البريد الإلكتروني: kaspersky@fabriqpr.com
ملاحظات قانونية:
بموجب المواد 39 وما بعدها من القانون رقم 78-17 الصادر بتاريخ 6 يناير 1978، كما تم تعديله سنة 2004
والمتعلق بالمعلوماتية والملفات والحريات، يحق لكل شخص الاطلاع على البيانات الخاصة به، وتصحيحها، والاعتراض
على معالجتها، وطلب حذفها أو الحد منها أو نقلها، وذلك عبر التواصل مع شركة Fabriq على العنوان التالي:
rgpd@fabriqpr.com

وزير الإقتصاد يشرف على الإجتماع الأول للمجلس الوطني للتعاون الفني

انعقد يوم الإثنين 07 جويلية 2025 الإجتماع الأول للمجلس الوطني للتعاون الفني لهذه السنة. ويأتي هذا الإجتماع في سياق العمل على تطوير استراتيجية وطنية متكاملة...

الاتحاد المنستيري يرفض عرض الإفريقي لضم أيمن الحرزي ويصرف النظر عن عرض إماراتي للترايعي

رفضت إدارة الاتحاد الرياضي المنستيري عرضًا رسميًا تقدم به النادي الإفريقي من أجل التعاقد مع اللاعب أيمن الحرزي، وذلك بطلب من مدرب الفريق محمد...