قال مدير مكتب الجزيرة في غزة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح في مداخلة له على إذاعة موزاييك مساء الجمعة 29 ديسمبر 2023 إنّه من المفارقات الغريبة أن يحتفل العالم باستقبال عام جديد فيما تتواصل حرب الابادة والغارات على قطاع غزة ويتواصل سقوط الشهداء والجرحى.وأوضح أن جيش الإحتلال صعّد بشكل واضح من غاراته بالطائرات الحربية المقاتلة والطائرات المسيرة الصغيرة التي تعجّ في سماء قطاع غزة إلى جانب القصف المدفعي الذي لا يتوقف أبدا ويستهدف عددا كبيرا من المناطق في القطاع والاعتداءات في خان يونس ومدينة غزة ومحافظات شمال القطاع.
وأكّد الدحدوح أنّ الغارات استهدفت اليوم عدة منازل ومجموعات من المواطنين في قلب خان يونس الامر الذي أدى الى سقوط شهداء وجرحى، مشيرا إلى تنفيذ عمليات نوعية قامت بها المقاومة الفلسطينية أسقطت عددا من ضباط وجنود الإحتلال.
وكشف الصحفي الفلسطيني أنّ ما زاد في معاناة الفلسطينيين خلقت حركة نزوح كبيرة بسبب الغارات وتحذيرات الجيش التي ينشرها عبر المنشورات والبيانات لإخلاء المنازل، قائلا “الوضع الانساني صعب هناك ازدحام وفقدان المأوى والاحتياجات الحيوية وما يدخل من معبر رفح لا يكفي 10% من احتياجات المواطنين هنا.. الحرب مستمرة واعداد الجرحى والمصابين والنازحين قسرا في ارتفاع كبير وبالتالي القضايا الانسانية تتعمق اكثر فأكثر”.
وفي سؤاله عن امكانية وجود هدنة كشف وائل الدحدوح أنّ هذه الفكرة غير مطروحة حاليا لأن فصائل المقاومة الفلسطينية اصبحت ترفض الهدنة المؤقتة وتبادل الرهائن وأصبحت مطالبها تتمحور في وقف شامل لاطلاق النار، لافتا إلى وجود فريق من حركة حماس في مصر لإجراء مباحثات قد تؤدّي إلى وقف اطلاق النار.وعن تمنياته للسنة الجديدة، قال الدحدوح “أتمنّى إنتهاء الحرب ووقف شلال الدم والخسائر ووضع حدّ لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.. ومقتنع أنه بعد توقف الحرب ستبدأ حرب أخرى لأن من تبقى من الفلسطينيين سيعودون لاكتشاف ما تبقى من أقارب وممتلكات ومنازل وذكريات”.وتابع “الناس يحتفلون باستقبال سنة جديدة ونحن أيضا نحتفل بطريقتنا الخاصة من خلال تسجيل أعلى درجات الوفاء لدماء الأهل والأحبة وفلذات الأكباد.. ونحن سجلنا اللحظة وكصحفيين سنواصل الطريق والمشوار حاملين الرسالة الانسانية التي كان من المفروض أن تكون محمية بالقانون الدولي وكل المواثيق الانسانية باعتبار أن الصحفيين ليسوا طرفا في الحرب لكنهم دفعوا ثمنا باهظا مثل كل الفلسطينيين”.