الجمعة, أبريل 11, 2025
19.9 C
Tunisia
الجمعة, أبريل 11, 2025

بلدان البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود تتفق على رؤية مشتركة بشأن تربية الأحياء المائية المستدامة في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود

تتسم القدرة على الصمود في وجه التقلبات المناخية والاقتصادية، والحوكمة، والابتكار، والبحوث، وجمع البيانات، والرفق بالحيوان، بأنها ركائز أساسية لنمو تربية الأحياء المائية على نحو مستدام في المنطقة

هيراكليون، 5 ديسمبر/ كانون الأول 2024. اجتمع ممثلون عن أكثر من 30 بلدًا في هيراكليون، اليونان، لحضور أكبر مؤتمر إقليمي في المنطقة بشأن تربية الأحياء المائية. وحمل هذا الحدث الذي ينعقد على مدى يومين عنوان “رسم معالم مستقبل تربية الأحياء المائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود”، ونظمته حكومة اليونان والهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط (الهيئة العامة) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، وكان بمثابة نقطة تحول حاسمة في النمو المستقبلي لقطاع تربية الأحياء المائية. 
 على اليسار، معالي السيد كونستانتينوس تسياراس، وزير التنمية الريفية والأغذية في اليونان؛ وعلى اليمين، المشاركون في المؤتمر ©FAO-GFCM/Claudia Amico وأنشأ المؤتمر منتدى لاستعراض التقدم المحرز منذ انعقاد المؤتمر الإقليمي الافتتاحي قبل عشر سنوات في باري، إيطاليا، ومناقشة سبل تبني الابتكار والاستدامة، وتعزيز القدرة على الصمود وإطلاق العنان للإمكانات الكاملة التي تتمتع بها تربية الأحياء المائية في المنطقة، سعيًا إلى تحقيق أهداف استراتيجية الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط لعام 2030 وما بعده.  
المناطق المخصصة لتربية الأحياء المائية في تونس ©FAO-GFCM/Sahbi Doraiوباتت تربية الأحياء المائية تكتسي أهمية متزايدة في تحقيق الأمن الغذائي وفرص العمل والتنمية الاقتصادية في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وقد شهد القطاع نموًا ملحوظًا على مدى العقد الماضي، حيث ارتفع إنتاج الاستزراع المائي في المياه البحرية والمياه الضاربة إلى الملوحة بنسبة 91.3 في المائة وارتفعت الإيرادات بنسبة 74.5 في المائة. رؤية مشتركةرسم المشاركون في المؤتمر رؤية مشتركة للمستقبل، آخذين في الاعتبار التحديات الإقليمية والعالمية الرئيسية، بما في ذلك ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي العالمي الذي يعاني منه عدد متزايد من السكان، وتغير المناخ، والتلوث، وتدهور التنوع البيولوجي، وعدم الاستقرار الاقتصادي. 
على اليسار، كلمة السيدة شارلينا فيتشيفا، المديرة العامة للشؤون البحرية ومصايد الأسماك في المفوضية الأوروبية؛ وعلى اليمين، ممثلون عن الإدارات يتبادلون وجهات النظر والخبرات ©FAO-GFCM/Claudia Amico وقالت السيدة Charlina Vitcheva، المديرة العامة للمفوضية الأوروبية المعنية بالشؤون البحرية ومصايد الأسماك: “تتبلور اليوم رؤية جديدة بشأن النمو المستدام لتربية الأحياء المائية. فليكن هذا المؤتمر بمثابة محطة بارزة في رحلتنا. وبالاستناد إلى استنتاجاته، سنتبيّن أفضل طريقة لمواجهة التحديات، وسنضمن أن تعود إجراءاتنا بالنفع على تربية الأحياء المائية والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها”. 
 على اليسار، نبيل جانجي، نائب الممثل الإقليمي لأوروبا وآسيا، منظمة الأغذية والزراعة؛ وعلى اليمين، المتحدثون يناقشون أنظمة إنتاج الغذاء من تربية الأحياء المائية ©FAO-GFCM/Claudia Amico وقام صانعو القرار وأصحاب المصلحة الرفيعو المستوى، بمن فيهم الخبراء في تربية الأحياء المائية وممثلون عن الأوساط البحثية والأكاديمية، والمنظمات الدولية، والحكومية الدولية، وغير الحكومية، والمنتجون، وجمعيات المستزرعين في قطاع تربية الأحياء المائية من جميع أنحاء المنطقة ومن خارجها، بتبادل الأفكار والخبرات من خلال سلسلة من الكلمات الرئيسية واجتماعات لجان الخبراء والأحداث الجانبية. وكان من بين المشاركين صغار المزارعين أيضًا، بالإضافة إلى شبكة المرأة العاملة في تربية الأحياء المائية التي هي ثمرة مبادرة حديثة أطلقتها الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط بهدف تمكين المرأة في هذا القطاع. 
 على اليسار، تدريب تمكين المرأة في مجال تربية الأحياء المائية في اليونان ©FAO-GFCM/Christos Masoyras؛ وعلى اليمين، خبراء في ندوة في طرابزون، تركيا ©FAO-GFCM_Tamer/Günal وقال معالي السيد Konstantinos Tsiaras، وزير التنمية الريفية والأغذية في اليونان: “إنّ تربية الأحياء المائية هي إحدى ركائز التنمية في بلدنا وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط عامة. ومن خلال نقاط الالتقاء بيننا وقراراتنا، نحن نرسي الأسس اللازمة لاستدامة هذا القطاع وبناء قدرته على الصمود لكي يبدع الابتكارات ويراعي بيئته الطبيعية. وأنا على ثقة بأنّ تعاون جميع أصحاب المصلحة سيساعدنا على جعل تربية الأحياء المائية إحدى دوافع الابتكار والاستدامة والتقدم في بلدنا وفي كامل أرجاء منطقة البحر الأبيض المتوسط”. عشر سنوات من التقدم الملحوظاستعرض المشاركون، خلال هذا الحدث، التقدم المذهل الذي أحرزه القطاع خلال العقد الماضي، بما في ذلك العديد من الخطوات الوطنية والإقليمية الواسعة التي اتخذت في سبيل تعزيز استدامة القطاع، مثل وضع استراتيجيات وطنية لتربية الأحياء المائية وزيادة مشاركة جمعيات المزارعين. 
على اليسار، عمال يقومون بفرز بلح البحر في بلغاريا ©FAO-GFCM/Claudia Amico؛ وعلى اليمين، نساء يعملن في مزرعة للأعشاب البحرية في تونس ©FAO-GFCM  وكان من بين النقاط البارزة توسيع المنطقة المخصصة لتربية الأحياء المائية من نسبة 30 في المائة إلى نسبة 73 في المائة والتوسع في عملية وضع برامج الرصد البيئي من نسبة 23 في المائة إلى نسبة 60 في المائة. علاوة على ذلك، ما فتئت مختلف المراكز الإيضاحية لتربية الأحياء المائية التي أنشئت في جمهورية مصر العربية ورومانيا وتونس وتركيا – بالإضافة إلى مركز جديد من المتوقع إنشاؤه في عام 2025 في بلغاريا – توفر التعليم لآلاف المشاركين. 
  وقال السيد Miguel Bernal، الأمين التنفيذي للهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط: “يعدّ التمثيل القوي لمجتمع تربية الأحياء المائية الإقليمي في المؤتمر خطوة مهمة باتجاه تحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع. وإنّ نهجنا في الهيئة يشمل جميع أبعاد الاستدامة، بدءًا من الحوكمة والجوانب الاجتماعية وصولًا إلى الإشراف البيئي والنمو الاقتصادي. ولدى بلداننا رؤية مشتركة بشأن المستقبل، وهي مترسخة في الأهداف والطموحات المشتركة بين هذه البلدان، كما أنها متسقة أيضًا مع الواقع الذي يعيشه كل يوم المستزرعون في قطاع تربية الأحياء المائية”.  الأولويات الخمس لتربية الأحياء المائية المستدامة بحلول عام 2030لا يزال تحسين الأمن الغذائي يشكل أولوية وهذا ما يؤكد على دور تربية الأحياء المائية في إتاحة الحصول على أغذية مغذية وميسورة الكلفة من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد، بموازاة دعم الاقتصادات المحلية والحدّ من الاعتماد على الواردات. وفي الوقت نفسه، فإنّ تعزيز النمو القائم على النظام الإيكولوجي أمر حاسم لدعم ممارسات تربية الأحياء المائية التي تتبع نُهج النظام الإيكولوجي، بغية ضمان القدرة على الصمود من الناحيتين الاجتماعية والبيئية، إلى جانب تحسين التنوع البيولوجي واستعادة النظم الإيكولوجية البحرية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تعزيز الحوكمة والتعاون بين أصحاب المصلحة أمر ضروري لزيادة اتساق الأطر التنظيمية مع المعايير العالمية وإشراك أصحاب المصلحة على نحو فاعل، بمن فيهم صغار المنتجين والمجتمعات المحلية، من أجل دعم صنع القرار العادل والتعاون عبر الحدود. كما أنّ اعتماد ممارسات مبتكرة، مثل الأنواع المتكيفة مع المناخ، وتربية الأحياء المائية المتكاملة ذات المغذيات المتعددة، والنظم المتطورة لمعالجة آثار تغير المناخ وضمان الاستدامة على المدى الطويل، تعدّ جميعًا أيضًا دوافع هامة لتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ والابتكار بقدر أكبر. وأخيرًا، يتسم ضمان المسؤولية الاجتماعية والشمول بأهميته الحاسمة لتمكين المجتمعات المحلية، وإسناد الأولوية للمساواة بين الجنسين، وتحسين رفاه العمال، وزيادة مشاركة الشباب من أجل تهيئة قطاع لتربية الأحياء المائية يتحلى بالمزيد من الشمول والمسؤولية الاجتماعية.وحين تناقش بلدان الإقليم استنتاجات المؤتمر، من المتوقع أن ترشد هذه النتائج الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط وأعضاءها من أجل صياغة إجراءات استراتيجية جديدة على المستويين الوطني والإقليمي بشأن التنمية المستدامة لتربية الأحياء المائية، بما في ذلك في سياق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بشؤون المحيطات لعام 2025 وإعلان MedFish4Ever المقبل. روابط ذات صلةأنشطة الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط في مجال تربية الأحياء المائية المستدامةمؤتمر تربية الأحياء المائية الإقليمي
[td_block_12 limit="2"]