الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
19.9 C
Tunisia
الأربعاء, أكتوبر 23, 2024

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الدول العربية

مع إعلان روسيا الخميس بدء عملياتها العسكرية ضدّ أوكرانيا كسرت أسعار النفط في السوق العالمية حاجز المائة دولار مع توقعات بمزيد من ارتفاع أسعار الطاقة تحسّبا لعقوبات اقتصادية ستفرضها الولايات المتّحدة وأوروبا خاصة على قطاع النفط والغاز الروسي والذي تعتمد عليه أوروبا لتغطية جزء كبير من حاجياتها. كما ارتفعت أسعار القمح مستوى غير مسبوق في جلسات التداول في البورصات الأوروبية بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وهما أكبرا منتجين للقمح في العالم

بديل لسدّ نقص إمدادات الغز والنفط الروسيين


هذه التطوّرات قد تجعل من المنطقة العربية على غرار دول الخليج والجزائر مصدرا تعوّل عليه أوروبا لسدّ النقص الكبير في الإمدادات والحدّ من تداعيات هذه الأزمة على سوق النفط العالمي 

وقد مثّل الدور الي يمكن أن تلعبه قطر لتعويض أي نقص محتمل في إمدادات الغاز المسال، محور محادثات بين رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارة هذا الأخير إلى الولايات المتحدة

ويعتمد الاتحاد الأوروبي بنسبة 40 في المئة على الغاز الروسي، في حين تصل صادرات روسيا من النفط  إلى الاتحاد إلى نحو 27 في المئة من إجمالي وارداته

 لكن التعويل على الغاز من الدول العربية لسدّ النقص في إمدادات النفط والغاز الروسيين إلى أوروبا يبقى غير كاف، حيث يؤكّد أحد الخبراء أنّ جميع صادرات الولايات المتحدة وقطر وأستراليا لا تكفي لسد حجم صادرات روسيا من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، إذا أخذنا بعين الإعتبار التزام قطر وأستراليا بعقود مع المستهلكين في آسيا، فضلا عن وجود صعوبات لوجستية في تصدير الغاز المسال إلى بعض الدول الأوروبية سترفع من كلفة شراء الغاز

وتأمل الولايات المتحدة في أن يسهم كبار منتجي النفط في العالم العربي في منع الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمية عبر زيادة إنتاجهم من النفط

وقد يساعد دور الدول العربية في الحفاظ على استقرار أسعار النفط عالميا، على تقوية أو ترميم علاقاتها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وممارسة درجة من النفوذ، مع ضرورة الحذر وعدم الإضرار بعلاقتها بروسيا 

تأثير على الأمن الغذائي

وسيكون لارتفاع أسعار النفط أثر مباشر على كلفة إنتاج المواد الغذائية عالميا وبالتالي ستشهد أسعارها مزيدا من الإرتفاع وهو ما سيزيد من كلفة استيرادها على الدول العربية، وسيكون الأثر مضاعفا على الدول العربية غير المصدّرة للنفط

  وتستورد الدول العربية  أكثر من 120 مليار طن من المواد الغذائية غالبيتها يأتي من أمريكا

وتحتل روسيا وأوكرانيا مركزا هاما في سوق المواد الزراعية في العالم، وتمثل صادراتهما من القمح 23 في المائة من السوق العالمية

وترى محللة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كيلي بيتيلو أنه سيكون للتصعيد في أوكرانيا “عواقب وخيمة للغاية على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، والتي استحوذت على 40 في المئة من صادرات أوكرانيا من الذرة والقمح عام 2021

وتعتمد دول عربية كثيرة على استيراد القمح الروسي أو الأوكراني بالدرجة الأولى لسد حاجتها المحلية، مثل اليمن ولبنان وليبيا ومصر وتونس والجزائر، وهي في عمومها دول تعاني من أزمات معيشية قد تزيد معاناة شعوبها جراء ارتفاعات محتملة في أسعار القمح نتيجة قلة حجم المعروض في السوق العالمية

ضغط على برنامج المساعدات العالمي لللاجئين

وقد تتجاوز تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا مجال الطاقة والأمن الغذائي إلى تأثيرات تدفق اللاجئين من منطقة الحرب إلى دول الاتحاد الأوروبي، وما يمكن أن تشكله من ضغوط على برنامج المساعدات العالمي للاجئين الذي يستفيد منه لاجئو دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 

Liberta
[td_block_12 limit="2"]