انعقدت يوم الجمعة 17 ماي 2024 الندوة الصحفية لمهرجان النسري بزغوان في دورته 38 بحضور عدد من الصحفيين الجهويين رفقة اخرين قادمين من تونس العاصمة.
وتنطلق هذه الدورة من 01 إلى 09 جوان 2024، بدعم كل من وزارة الشؤون الثقافية، المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بزغوان، المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، ولاية زغوان، بلدية زغوان وعدد من المنظمات الوطنية والمؤسسات والمستشهرين.
وحيث شهد المهرجان في حلته لهذه السنة ديناميكية عكست رؤية جديدة للقائمين عليه تمظهرت من خلال برمجته لفعاليات متنوعة على هامش المهرجان انطلقت بالندوة العلمية التي نظمها في إطار تشاركي مع قسم التاريخ بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة طيلة يومي 03 و 04 ماي 2024 المنقضي حول مجال وتاريخ وتراث زغوان و الذي حضرها اكثر من ثلاثين دكتورا و أستاذا جامعيا وباحثين مختصين من مؤسسات جامعية وعلمية تونسية على غرار جامعة سوسة/جامعة تونس/جامعة منوبة/جامعة صفاقس/جامعة جندوبة/المعهد الوطني للتراث وجامعات أجنبية كجامعة برشلونة و منظمة اليونسكو .
كما حرص المهرجان قبل انطلاق فعاليات هذه الدورة على إعادة تنظيم معرض التسوق بالمدينة الذي ينتظم من 07 ماي الى 20 ماي 2024 بحضور العديد من العارضين وبالشراكة مع الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بزغوان.
و سيتضمن المهرجان في حلته لهذه السنة العديد من الأنشطة والعروض الثقافية و الفنية و الرياضية المميزة والمتنوعة التي من شأنها التعريف بزغوان وثراء موروثها الحضاري و الثقافي حيث سيعمل المهرجان على دعم روافد التنمية المستدامة بالجهة من خلال تشجيع سياحة الطعام باعتبارها عامل جذب مهم للسائح و منتج ثقافي يعمل كوسيط لتقديم هوية المجتمع وثقافته وذلك في إطار تثمين الموروث الغدائي التقليدي بزغوان خاصة بعد تسجيل الجمعية لكعك الورقة بالنسري ضمن قائمة الجرد الوطني للتراث اللامادي و في هذا السياق سيتم تنظيم يوم طهي يتضمن عروض طبخ لحرفيين cooking shows يؤمنها أسماء معروفة في مجال الطهي إضافة الى تقديم أكلات محلية تقليدية من التراث الغذائي الزغواني مرفقة بحصص تذوق وورشات تكوين للوصفات المبتكرة اعتمادا على النسري.
كما سيسجل المسرح والسينما حضورهما في هذه الدورة من خلال سهرة الحنين Nostalgica التي سيتم خلالها عرض فيلم وغدا للمخرج ابراهيم باباي الذي تم تصويره في مدينة زغوان بحضور ثلة من النقاد والفنانين وعرض المسرحية الحدث VISA للفنان كريم الغربي.
الأنشطة الرياضية موجودة صلب برمجة المهرجان حيث سيتم تنظيم دورات رياضية مختلفة كما نسجل خلال هذه الدورة عروضا موسيقية متميزة مثل سهرة “نجوم زغوان” بمعبد المياه يؤثثها كل من سفيان الزايدي أسماء بن أحمد نذير البواب وأحمد اللطيف. و عرض فني يحمل عنوان «تسلطينة » للفنان سيف الدين التبيني.
إضافة إلى يوم جبل زغوان الذي يتضمن سهرة التخييم مع الفنان ياسر الجرادي والفنان أحمد الشريف ويوم السياحة الرياضية والأنشطة الجبلية بسيدي مدين بالتعاون مع جامعة السياحة بزغوان وهذه التظاهرة مدعومة من برنامج “تونس وجهتنا” الممول من الاتحاد الأوروبي في تونس، والذي يهدف إلى دعم تنويع العرض السياحي التونسي من خلال تطوير السياحة المستدامة ودعم قطاع الصناعات التقليدية والتصميم وتثمين التراث الثقافي.
وسيتم تنظيم يوم دراسي بعنوان الشركات الأهلية وديناميكية الخصوصيات المحلية، النسري نموذجا.
كما سيكون للأطفال نصيب في المهرجان من خلال يوم تنشيطي بالمدينة العتيقة يتضمن ورشات فنية مختلفة وعروض سينمائية متعددة الأبعاد وأنشطة في الثقافة الرقمية والواقع الافتراضي بالتعاون مع المركب الثقافي بزغوان
وسيكون مسك الختام مع عرض موسيقي لمجموعة الفنانة اسمهان الشعري بحضور الصوت الواعد بشير صولي ويتخلل الحفل عروض أزياء فريدة تجمع بين ما هو تقليدي وعصري.
ويعمل المهرجان على تثمين الخصوصيات المحلية بمدينة زغوان والحفاظ على التراث المادي واللامادي. كما يعد هذا الحدث السنوي الذي من المتوقع ان يشهد اقبال كبيرا من الزائرين كالعادة مساحة ترفيهية هامة، لسكان الجهة حيث سيقع إحياء عاداتهم وتقاليدهم وتنشيط الحياة الثقافية والسياحية والاقتصادية والتجارية في المدينة و من ناحية أخرى سيكون فرصة لعدد كبير من الزوّار الذين سيقضون إقامة في قلب مدينة جميلة ذات أصول رومانية وأندلسية تحافظ على تراثها الغني وتسعى جاهدة إلى تحويله إلى وسيلة لدفع عجلة التنمية.
وتجدر الاشارة الى انه تم تأسيس مهرجان النسري من قبل بلدية زغوان في ماي 1980، ويعتبر هذا الحدث فرصة للاحتفال بهذه الزهرة والترويج لها. و منذ سنة 2014 أصبح يُنظّم من قبل جمعيّة مهرجان النسري زغوان (AFEZ).و تسعى الجمعية الي بلوغ عدة اهداف من بينها تطوير المهرجان وإضفاء الصبغة الدولية عليه و تسجيل معارف ومهارات أخرى بالجرد الوطني للتراث اللامادي.
زهرة النسري
زهرة النسري هي زهرة ذات رائحة فواحة و مذاق فريد اقترن اسمها بحلويات كعك الورقة وهو نوع من الحلويات رافق مسلمي الاندلس اي المورسكيين ابان تهجيرهم و حط الرحال معهم في تونس منذ 4 قرون و يستخرج من هذه الزهرة عطر يعد المكون الاساسي لاشهر الحلويات في زغوان المدينة التي حافظ اهلها على طريقة صنع هذه الحلويات و توارثوها جيلا بعد جيل
وحسب الروايات المتداولة فان العائلات الأندلسية التي هربت من بطش الحكّام الإسبان إلى تونس، عمد نساءهم إلى تخبئة مجوهراتهم وأموالهم و صكوك منازلهم في الكعك عوض حشوه باللوز و بذلك استطاعوا تهريب كلّ ما هو ثمين.