السبت, أغسطس 2, 2025
33 C
Tunisia
السبت, أغسطس 2, 2025
tunisair

سهرة قائدي الاوركسترا لشادي القرفي في مهرجان قرطاج إذا قرعت أجراس الفرحة فانصتوا

ساحرة هي لحظات اللقاء الأولى، كنُوتة منفلتة أو قصيدة عشق لا تموت، اللقاء بين
الموسيقى، سيدة اللحظة، قديسة السهرة والديدن المقدس لكل العازفين الذين حملوا آلاتهم
نبراسا للحب ليوزعوا الفرحة مجانا لكل العشاق أو جمهور حفل سهرة قائدي الاوركسترا
على ركح قرطاج الدولي في دورته التاسعة والخمسين.

السهرة الاوركسترالية جمعت باقة من امهر قادة الاوركسترا، من تونس المايسترو شادي
القرفي ومن الجزائر المايسترو لطفي السعيدي ومن فلسطين المايسترا لامار الياس ومن
ايطاليا المايسترو آندريا تارنتينو ومن تركيا أحمد باران، وبمشاركة المغنين Goar
faradzhian من ايطاليا ومنجية الصفاقسي من تونس Mine bitmez من تركيا، اجتمعوا
في فضاء واحد في تاسع سهرات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي.
قائد الرحلة الموسيقية ومصمم السهرة كان المايسترو شادي القرفي، واختار أن يكون “مألوف
فانك” لفوزي الشكيلي أولى المقطوعات المعزوفة في العرض، لحظات من تدفق الايقاعات
وصخب الحكاية وكأن آلة الناي التي أبدع في عزفها أحمد ليتيم تستحضر حكايات الاندلسيين
وأثرهم في الثقافة الموسيقية التونسية.
وبصوتها المميز غنت منجية الصفاقسي أغان طبعت في ذاكرة التونسيين فقدمت “تتفتح
لشكون” كلمات عبد الحكيم الربيعي وألحان عبد الكريم صحابو و”يازهرة في خيالي” لفريد
الأطرش في توزيع اوركسترالي لشادي القرفي.
من تونس الى الجارة ايطاليا، مع المايسترو آندريا تارنتينو ورافقه صوت السوبرانو Goar
faradzhian أين تهادت الكمنجات وانسابت موسيقاها لترسم حلما جميلا، وصنعت موسيقى
المزمار أو flûte و الساكسوفون ثورتها الايقاعية وأمتعت المغنية بصوتها المخملي الذاكرة
والروح حيث قدمت أغان من الذاكرة الموسيقية الإيطالية فغنت O sole mio و il padrino
وهي الموسيقى التصويرية لفيلم “العراب” و con te partiro التي تعتبر من أشهر الأغاني
لأندريا بوتشلي، بهذا الاختيار شدت المغنية Goar faradzhian الانتباه ومنحت رحلة
بصوتها الى الذاكرة والموسيقى الإيطالية الأصيلة.

وتواصلت الرحلة في محراب الموسيقى، مع آلة التشلو قائدة المجموعة، ثم تلتها الكمنجات،
فالآلات الايقاعية إذ تغيرت الموسيقى من هادئة الى صاخبة لتشبه بذلك الجزائر في ألوانها
وموسيقاها، وليمنح المايسترو الجزائري لطفي السعيدي مساحته من الموسيقى أمام جمهور
قرطاج، فقدم أغان مثل “جارجورا” ألحان عبد الوهاب سليم، وغني الكورال “يا شهلة
لعياني” ومسك ختام الفقرة أغنية “يا رايح” كلمات رشيد طه وألحان دحمان الحراشي ومن
كلمات الأغنية “يا رايح وين مسافر، تروح تعيي وتولي” وهي بمثابة نشيد الهجرة والتقاط
فني عميق لالم الغربة والاغنية جزء من الذاكرة المغاربية وكانت لسنوات طويلة عنوانا للالم
الذي يعيشه المغترب والأمل في العودة للوطن.
الرغبة في العودة ترجمتها الموسيقى الثائرة إذ منحتنا تلك الوصلات تذكرة سفر إلى القدس
القبلة والمنتهى أما الوجع الفلسطيني والتهجير القسري فكان يشبه كثيرا الحوار بين الناي
والقانون والكمان، ثلاث آلات تكتب باسلوبها الوجع وتحوله إلى موسيقى في معزوفة
“سماعي بياتي”.
للجمهور قدمت “منتصبة القامة مرفوعة الهامة”، شامخة شموخ الزيتون والزعتر، المايسترا
لامار الياس من فلسطين مع الاوركسترا عزفوا للارض، للحرية وغنى الكورال “موطني”،
الموسيقى كانت كما الرصاصة المنطلقة مباشرة مع أصوات تردد “هل أراك في علاك تبلغ
السماء” فبلغت أصوات الفلسطينين السماء وتجاوزتها. كما قدمت أيقونة غنائية أخرى من
كلمات الراحل عبد الرحمان الابنودي وألحان بليغ حمدي هي “بحلف بسماها” اغنية كانت
ولا تزال قسما صادقا يؤديه كل المناصرين للقضية الفلسطينية، في أغنيته أقسم الابنودي
وقال”أحلف بدروبها و أبوابها، أحلف بالقمح وبالمصنع، أحلف بالمدني والمدفع، بأولادي
بأيامي الجاية”.

فلسطين البوصلة، القضية والارض، لشعب فلسطين تدافعت الموسيقات وعزفت الآلات أجمل
المقطوعات وغنت الحناجر “يا شعبي يا عود الند” كلمات توفيق زياد، وهي الأغنية الصرخة
الازلية تذكر الكيان الغاصب بجبروت إرادة الشعب الفلسطيني، وانبعاثه من رماد الحرب
والموت ليزهر من جديد، فإنا باقون على العهد، باقون كما غنتها فرقة العاشقين منذ
السبعينات.
والمايسترا لامار الياس عازفة كمان تعلمت العزف منذ التاسعة، شاركت مع اوركسترا
فلسطين الشباب واختيرت من بين مجموعة أسماء لقيادة اوركسترا تولوز الفرنسية للطلاب.

موسيقاه تخترق القلب، مايسترو وعازف قانون بارع، بايقاعاته الرقيقة أختار اللقاء مع
الجمهور، فصمت الجميع لينصت لصدق النوتة التي أبدع المايسترو التركي أحمد باران في
عزفها ضمن مقطوعة عالمية عنوانها “Pulp fiction”،
لاحمد باران طريقته في مغازلة القانون والانسجام الكلي مع الالة لكأنها قطعة من الروح،
للجمهور عزف ايقاعات تركية بعنوان “Taamolet” وعالمية على غرار “mozar’t tan
son mekup وأبدع في التوليفة بين الايقاعات الشرقية والغربية ولاعبها كساحر أمام
القانون فرسم بعزفه عالم موشى بكل ألوان الفرحة والجمال، وصاحبته في الغناء الفنانة
Mine bitmez وغنت kalamis و hatirla segili، اغان هادئة تماهت كليا مع نغمات
الكمنجات وفي الأخير “تشكرات” لجمهور قرطاج.
سهرة قائدي الاوركسترا لقاء حقيقي مع الحلم والفرحة، جولة عبر الموسيقى في التراث
الموسيقي العالمي، وكتابة جديدة لاغان يحفظها الجمهور، العرض مساحة للقاء بين فنانين
اختلفت جنسياتهم وطريقتهم في العزف والغناء وجمعتهم سيدة القلوب الموسيقى في “ليلة
عمر”.

تسجيل جامع الزيتونة ضمن التراث المعماري العربي في اجتماع الألكسو ببيروت

تمّ إدراج جامع الزيتونة المعمور رسميًا ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي، وذلك خلال أشغال الاجتماع العاشر للمرصد الحضري التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة...

أكثر من 16 مليون دينار ديون: بودكاست “الإفريقي” يكشف حجم أزمة النادي ومخطط الإنقاذ

أطلق النادي الإفريقي مؤخرًا مبادرة إعلامية جديدة تحت عنوان "إفريقي بودكاست"، تهدف إلى تعزيز التواصل مع الجماهير وتقديم محتوى حصري وتوعوي يُسلّط الضوء على...