أثار اكتشاف جديد ثورة في عالم الأجهزة المنزلية الذكية بعد أن كشف مهندس برمجيات عن ثغرة خطيرة في مكنسة ذكية من طراز iLife A11، حيث تبين أن الجهاز يقوم بشكل خفي بإرسال خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة لمنزل المستخدم إلى خوادم الشركة في الخارج دون علمه. هذا الاكتشاف أطلق تحذيرات واسعة حول أمن البيانات والخصوصية الرقمية، خصوصا مع قدرة الشركة المصنعة على التحكم عن بعد بالجهاز، بما في ذلك تعطيله أو تعديل وظائفه.
المهندس الذي اكتشف المشكلة كان يستخدم المكنسة لفترة طويلة قبل أن يلاحظ نشاطا غير معتاد في الشبكة المنزلية. حاول حجب الاتصال بالإنترنت للحد من إرسال البيانات، لكن المكنسة توقفت فجأة عن العمل، لتدفعه إلى تفكيك الجهاز وفحصه بنفسه. التحليل كشف أن الجهاز يعمل بنظام Linux ويحتوي على كاميرا ومستشعرات متقدمة، بالإضافة إلى مكتبة Google Cartographer التي تتيح له إنشاء خرائط دقيقة لكل زاوية من المنزل، ما يجعل من السهل تتبع تفاصيل المنزل وحركة ساكنيه.
الأمر الأكثر خطورة هو اكتشاف بوابة خلفية (Backdoor) تمكن الشركة من الوصول الكامل للجهاز، تعديل الملفات، إرسال البيانات، وتنفيذ أوامر عن بعد دون علم المستخدم. المهندس أشار إلى أن هذه الثغرة ليست مقتصرة على هذا الطراز فقط، بل قد تشمل أجهزة أخرى من شركات مثل Xiaomi، Viomi، Wyze، Proscenic، ما يرفع مستوى الخطر على خصوصية المستخدمين.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على المخاطر الحقيقية للأجهزة الذكية في المنازل، ويطرح تساؤلات كبيرة حول مدى أمان هذه الأجهزة واعتمادها على خوادم ومزودي خدمات خارجيين. الخبراء يحذرون من ضرورة مراجعة سياسات الأمان وحماية البيانات قبل اعتماد أي جهاز ذكي، مع التأكيد على أن وعي المستخدم يلعب دورًا رئيسيًا في حماية خصوصيته الرقمية.
هذا الموضوع يشكل تحذيرا لجميع أصحاب المنازل الذكية ويبرز أهمية التأكد من حماية الأجهزة والتحديث المستمر للبرمجيات لتجنب أي اختراق أو استغلال محتمل للخصوصية.


 
     
    