قال رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة، الدكتور رفيق بوجدارية، اليوم الجمعة، “إن تونس تشهد منذ ثلاثة أسابع موجة حادة من الإصابات بالأنفلونزا الموسمية” مشيرا الى أن المستشفيات تشهد ضغطا كبيرا.
وبيّن بوجدارية، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، “أن المستشفيات العمومية بصدد استقبال عدد كبير من المرضى المصابين بالأنفلونزا الموسمية لترتفع نسبة العيادات الى حدود 49 بالمائة من مجموع العيادات.
وأفاد بأن “أسرة بالاستعجالي ممتلئة تماما بالمرضى في ما شارفت أسرة الإنعاش على استفاء طاقة استيعابها في حين تجاوزت أسرة أقسام الأطفال، استيعابها لتبلغ نسبة 200 بالمائة، (اي اكثر من طفلين في السرير الواحد). وأوضح بوجدارية أن تحور فيروسات الأنفلونزا الموسمية، وخاصة من نوع “أ” ، واكتسابها قدرة أكبر على الانتشار وعلى التأثير على الصحة الجسدية للمصابين به، جعل تونس تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بهذا الفيروس الذي يتميز بسرعة انتشاره بين مختلف الشرائح العمرية.
كما فسّر هذا الانتشار بتراجع المناعة الجماعية للمجتمع التونسي، خلال السنتين الماضيتين، التي واجهت فيها تونس جائحة كرورونا، والتزام المواطنين بالحجر الصحي وبالاجراءات الوقائية وقلة التنقل والاختلاط.
وأضاف بوجدارية أن النزلة الموسمية لهذه السنة بصدد التأثير بشكل قوي على المسنين المصابين بالأمراض المزمنة وخاصة منها التي تصيب الجهاز التنفسي، مشيرا الى أن أحد أنواع فيروسات النزلة الموسمية وهو فيروس “في. ار .اس” هو المسؤول عن ارتفاع إصابات الولدان الذين لم تتجاوز أعمارهم السنة الواحدة بالتهاب القصبات الهوائية.
و تتميز أعراض الإصابة بالنزلة الموسمية لهذه السنة خاصة بالاسهال و التقيء و ذلك بالاضافة الى ارتفاع درجات الحراة و المعاناة من الالام الرأس والصدر والسعال، وفق بوجدارية، الذي عبّر عن تخوفه من “أن تتزامن موجة انتشار الأنفلونزا الموسمية مع انتشار موجة أخرى من الكورونا التي من المتوقع أن تشهدها تونس خلال النصف ثاني من شهر جانفي المقبل”.
وأوصى الدكتور بضرورة الحرص على تلقي تلقيح المضاد للأنفلونزا واستكمال التلاقيح المضادة للكورونا خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين والذين يعانون من أمرض مزمنة، فضلا على ضرورة مواصلة الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية.