الخميس, نوفمبر 21, 2024
22.9 C
Tunisia
الخميس, نوفمبر 21, 2024

عالمة آثار : قميص “مؤسس فيسبوك” ليس بريئًا

عبّرت الباحثة في التراث و الآثار و التاريخ هاجر الكريمي عن تفاجئها من الصورة التي نشرها مؤسس موقع فايسبوك مارك زوكربورغ على صفحته بهذا الموقع خلال احتفاله بعيد ميلاده الأربعين و  تقول “هنيئا له هذا العيد و لكن ما دخل قرطاج و المقولة التاريخية التي تدعو إلي تدميرها في مسيرته”.

و كان مؤسس موقع فايسبوك قد نشر بمناسبة عيد ميلاده الأربعين ألبوم صور يرتدي فيه قميصا باللون الأسود كتب عليه باللغة اللاتينية CARTHAGO DELENDA EST  وهي عبارة تعني ” قرطاج يجب أن تُدمر ” .

مقولة عدوانية ضد الحضارية القرطاجية العظيمة

 و أضافت الباحثة في التاريخ و عالمة الآثار هاجر الكريمي أن هذه الصورة تحمل كثيرا من الدلالات و لا تظنّها بريئة كما أنها ليست جملة عابرة بل تحمل عديد المعاني وفق تقديرها

و تقول محدثتنا إن هذه الجملة التي لم يتفق العلماء على أنها كُتبت في مكان ما , لكن تم نقل معلومة على أن كاتون CATON  كان يختم بها خطاباته أمام مجلس الشيوخ باعتبار أن كل مشاكل روما و شعبها في ذلك الوقت كان وجود قرطاج .

و اعتبرت الكريمي أن الجملة فيها شراسة و عدوانية و لا يمكن استعمالها كباقي الجمل التي دخلت التاريخ على غرار “كل الطرقات تؤدي إلي روما” مضيفة أنه من المغالطة استخدامها كجملة جينيريك  Locution للتعبير عن الإصرار كما لا يمكن للتونسيين و وُرثاء الحضارة القرطاجية و المؤرخين  أن يقبلوا استخدامها دون الأخذ بعين الاعتبار مشاعرهم و مواقفهم .

روما عرفت ويلات من الجيش القرطاجي
و قالت المؤرخة إن “كاتون” الروماني الذي ردّد هذه الجملة  مُعادٍ لقرطاج في ذلك الوقت وهو شخص ذو تكوين عسكري دخل مجلس الشيوخ الروماني أثناء الحروب البونية و واجه كعسكري القوات القرطاجية في الحرب البونية الثانية و كان مُصرًّا على تدمير قرطاج نظرا لما عرفته روما من ويلات و انتصارات للجيش القرطاجي و من استراتيجيته المتقدمة فضلا عن هيمنة قرطاج على البحر الأبيض المتوسط ثقافيا و دينيا و سياسيا و إقتصاديا وهو ما دفع روما الي كسر هذه الهيمنة , و ما قامت به بالفعل .              

حضارة قرطاج لاتزال تُؤرق الغرب

الحضارة القرطاجية كانت من بين أعظم الحضارات عبر التاريخ و ما تزال موجودة في المخيال الغربي و تستذكر الباحثة في التاريخ هاجر الكريمي في تصريحها لموزاييك واقعةً للجيش الفرنسي في القرن التاسع عشر و تقول ” كان هناك فيلق مؤقت يستعمل في العمليات العسكرية ثم ينتفي و سُمي هذا الفيلق قرطاج و كأن كل ما يجب تدميره يسمي لدى الغرب قرطاج وفق تصريحها.

آثار قرطاج بحاجة إلى لفتة

أكدت عالمة الآثار هاجر الكريمي أن السكوت على الإساءة التي قام بها مؤسس موقع فايسبوك ضد الحضارة القرطاجية سيُمثل تواصلا للسكوت على كل الاعتداءات التي تطال آثار قرطاج اليوم  قائلة “ألا يكفي أن قرطاج لم تعد تلك الحضارة التي يريد التونسيون التباهي بها لما تواجهه البقايا الأثرية من تخريب و اعتداء و طمس و ضعف الحماية ”  منبهة  إلى أن قرطاج ما تزال موجودة و تنتظر الانتباه إليها و لفتة نعيد بها نخوتنا  وفق تعبيرها .

Liberta
[td_block_12 limit="2"]