السبت, نوفمبر 23, 2024
14.9 C
Tunisia
السبت, نوفمبر 23, 2024

غزة في قلب أحداث النسخة 21 من منتدى الدوحة

 تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، انطلقت أعمال النسخة الحادية والعشرين من منتدى الدوحة، أحد أبرز منصات الدبلوماسية والحوار في العالم، وذلك تحت شعار “بناء مستقبل مشترك”، ليواصل المنتدى سياسته في فتح باب الحوار والنقاشات المتعمقة والبناءة حول القضايا والموضوعات الأكثر إلحاحاً في عالمنا الراهن. وقد شهد اليوم الأول من المؤتمر، الذي يُعقد على مدار يومين، حضور أكثر من 3,500 مشارك ينتمون لأكثر من 140 دولة، ومشاركة نخبة من كبار الدبلوماسيين والخبراء وصناع السياسات وقادة الرأي.   

وشهدت مراسم الافتتاح تسليم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جائزة منتدى الدوحة لمنظمة الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)، وذلك تقديراً لمساهمتها في تحقيق الاستقرار وإعادة الأمل للاجئين الفلسطينيين، حيث قدمت لهم على مدى 75 عامًا المساعدات وأماكن الإيواء والمدارس، وهي تدير حالياً 700 مدرسة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد تسلم الجائزة نيابة عن الأونروا، المفوض العام، فيليب لازاريني.  

وخلال كلمته الافتتاحية، قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر: “هذا المنتدى الذي أردناه منصة للتواصل بين الشعوب، ليس حين يكون هذا التواصل سهلاً فحسب، بل حتى في أحلك الأوقات وفي ظل تصاعد الاستقطاب في العالم، حين يكون التواصل بيننا حاجة لا غنى عنها”.  

وأضاف، في إشارة إلى الأزمة في غزة: “أظهرت هذه الأزمة بوضوح، حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وبين الأجيال المتعاقبة، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، حيث انقسم العالم إلى مطالبٍ بإنهاء هذه الحرب وإيقاف آلة القتل، ومتردد حتى في مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار.” 

وتحدث سعادة السيد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة عن الصعوبات التي تواجهها المنظمة الأممية في إنهاء الأزمات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأزمة الراهنة في غزة، حيث قال “إن منبر حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية يعاني شللاً بسبب الانقسامات الجيواستراتيجية. وهذه الحقيقة تقوض إيجاد الحلول بداية من أوكرانيا وحتى ميانمار ومروراً بالشرق الأوسط. إن الهجمات المروعة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر، والتي أعقبها القصف الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه على غزة، قد قوبلت بصمت رهيب من جانب مجلس الأمن. وبعد أكثر من شهر، أصدر المجلس أخيرا قرارًا، وأنا أرحب به. لكن هذا التأخير قد ترتب عليه ثمن يُدفع. لقد تم تقويض سلطة مجلس الأمن ومصداقيته بشدة”.  

وأضاف: “لقد دعوت مجلس الأمن للضغط من أجل تفادي وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار. ومما يؤسف له أن مجلس الأمن قد فشل في القيام بذلك، ولكن هذا لا يقلل من مدى ضرورة القيام بذلك. ولذا، فأنني أعدكم بأنني لن أستسلم”.  

وفي الجلسة الافتتاحية التي حملت عنوان “الشرق الأوسط ماذا بعد الآن”، أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر على ضرورة الاستمرار في الحوار حتى إنهاء الحرب على غزة: “لقد كنا نعمل ليل نهار بتوجيهات من حضرة صاحب السمو لضمان إطلاق سراح الأسرى بسلام في أثناء المفاوضات والتي ثبت نجاحها قبل أسابيع. لقد أدت المفاوضات التي بدأناها منذ أسابيع والتي قادتنا إلى الهدنة الإنسانية إلى إطلاق سراح أكثر من 100 إسرائيلي و24 عاملاً أجنبيًا، وهذا دليل على أن هؤلاء قد تم إطلاق سراحهم من خلال المفاوضات وليس بسبب الحملة العسكرية.” 

وتابع قائلاً: “إن دولة قطر تواصل تعاونها مع الشركاء، ولن نستسلم. ونحن نعلم أن هناك الكثير من التعقيدات ونشعر بخيبة أمل عميقة لأن الأطراف لم تبذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق هذه الفرصة.”  

وعلَّق معالي السيد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية قائلاً: “رسالتنا الموجهة بشكل جماعي للوفد العربي الإسلامي هي أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأن ما يحدث هو عمل إجرامي. والولايات المتحدة تدرك أنها ليست في وضع يسمح لها بتحديد المدة التي تحتاجها هي أو إسرائيل. إن إسرائيل والولايات المتحدة تشتركان في الأهداف نفسها، ولا يمكننا أن نقدر ذلك بأسابيع ولست متأكدا من إمكانية تقديره بالشهور.”  

كما علق سعادة السيد سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، على أزمة الشرق الأوسط، قائلاً: “الأمل معقود دائمًا على الدبلوماسية، وهذا ما نحاول عمله منذ اندلاع أعمال العنف المتواصلة حتى الآن. لقد أدانت روسيا بقوة الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر، مثلما تدين أي هجوم إرهابي. وفي الوقت نفسه، لا نعتقد أنه من المقبول استغلال هذا الحدث لإنزال عقاب جماعي بملايين من أفراد الشعب الفلسطيني.”  

وتحدث السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام أيضًا عن الأزمة قائلاً: “حينما تصل هذه الحرب إلى غايتها عسكريًا، سوف تكون لدينا فرصة رائعة لتغيير مسار التاريخ بالنسبة للشعب الفلسطيني. إن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقف إلى جوار إسرائيل دون أن يعني ذلك معاداة للفلسطينيين”. 

وسلطت إحدى الجلسات التي عُقدت بالشراكة مع جامعة جورجتاون في قطر، بعنوان “حتمية تجديد بنية النظام السياسي الفلسطيني”، الضوء على الحاجة الملّحة لإعادة تقييم وهيكلة بنية النظام السياسي الفلسطيني، ولا سيما عقب انتهاء الحرب القائمة الآن على غزة. 

وقد أكد المتحدثون على التحديات الكبرى التي تواجه الهياكل السياسية الفلسطينية الحالية، مشيرين إلى أهمية تعزيز الوحدة والتوافق واعتماد استراتيجيات مشتركة بين الأطراف الفلسطينية.  

Liberta
[td_block_12 limit="2"]