شارك مجمّع الصناعات التونسية لمكونات الطيران والفضاء (GITAS) في منتدى هامبورغ للطيران 2025، الذي انتظم يومي 10 و11 ديسمبر بمركز مؤتمرات هامبورغ، مؤكّدا بذلك الحضور الفاعل لتونس في أبرز المواعيد الدولية لصناعة الطيران.
واستقبلGITAS ، خلال فعاليات المنتدى، عددا هاما من الشركاء والمستثمرين المرتقبين والفاعلين الرئيسيين في القطاع، وذلك في إطار لقاءات مثمرة سلطت الضوء على الابتكار، والأداء، وإمكانات تطوير سلسلة التزويد في قطاع الطيران التونسي. وقد تزايد الاهتمام بالخبرة التونسية بشكل لافت من خلال تبادل التجارب وعرض قصص نجاح لشركات طيران دولية وتونسية ناشطة في تونس، مما يعكس نضج المنظومة الوطنية وموثوقيتها وجاذبيتها المتنامية.
وشهد اليوم الأول حركية مكثفة على مستوى التشبيك المهني، إلى جانب لقاءات عديدة مع فاعلين أساسيين في منظومة الطيران العالمية. كما استقبل جناح GITAS ممثلة وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي FIPA-Tunisia بألمانيا بصفتها شريكًا، إلى جانب السيد نزار جبابلي، قنصل تونس بهامبورغ، حيث تم التباحث حول آفاق تطوير وتعزيز التعاون في مجال صناعة الطيران التونسية بالسوق الألمانية.
أما اليوم الثاني، فقد اتسم بمحادثات أعمق وأكثر بعدا استراتيجيا. إذ زار ممثلو الاتحاد الألماني لصناعة الطيران والفضاء (BDLI) جناح GITAS، وتمت مناقشة ملامح السوق الجوية الألمانية، إلى جانب فرص انفتاح وتنويع سلسلة التزويد التونسية نحو هذا السوق الحيوي.
في ذات السياق، تم تسليط الضوء على المؤهلات والشهادات الجديدة في قطاع الطيران، ولا سيما شهادة Aero Excellence، إضافة إلى الأهمية المتزايدة للمواضيع العابرة مثل الأمن السيبراني الجوي (Air Cyber)، باعتبارها من الركائز الأساسية للتنافسية وبناء الثقة وتعزيز التموقع الدولي للمؤسسات التونسية.
فقد استندت هذه المشاركة إلى تنسيق وثيق مع GITAS، الذي أتاح حضوره القوي إبراز صورة جماعية موحدة لقطاع الطيران التونسي. وشكّل جناح المجمع نقطة التقاء مركزية مع المانحين، والمصنّعين، ومتخذي القرار الصناعيين على المستوى الدولي.
بدوره، قدّم الوفد التونسي صورة عن قطاع منظم يرتكز على الهندسة، والإنتاج الصناعي، وأنشطة الصيانة. ويضمّ النظام البيئي الوطني اليوم أكثر من 80 مؤسسة، موجّهة أساسا للتصدير، وتوفّر أكثر من 20 ألف موطن شغل مباشر، مما يؤكد الدور الاستراتيجي لقطاع الطيران في الاقتصاد التونسي.
وإلى جانب البنية التحتية والقدرات الصناعية، تم التأكيد على جودة الكفاءات البشرية التونسية. حيث أبرزت النقاشات الدور المحوري للمدارس الهندسية ومراكز التكوين المتخصصة في توفير كفاءات مؤهلة، مرنة، ومتوافقة مع المعايير الدولية، إذ يشكّل هذا العامل في ظل المنافسة العالمية على الكفاءات والاستثمارات التكنولوجية، أحد أهم الدعائم التي تميز تونس.
وتندرج مشاركة GITAS في منتدى هامبورغ للطيران 2025 في إطار برنامج Invest for Jobs – المبادرة الخاصة “العمل اللائق من أجل انتقال عادل”، عبر مشروع “الشراكات من أجل التشغيل ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة في تونس – المرحلة الثانية”، المموّل من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، والمنفّذ من قبل الوكالة الألمانيـة للتعاون الدولي في تونس (GIZ) ، تحت إشراف وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية. بذلك، شكّل المنتدى فرصة للترويج لتظاهرة Aerospace Meetings Tunisia المنتظر تنظيمها بتونس من 7 إلى 9 جويلية 2026. كما دعت FIPA-Tunisia وGITAS المشاركين الدوليين إلى الانضمام إلى هذه التظاهرة المهنية، التي ستمثل منصة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع منظومة الطيران التونسية وربط المؤسسات المحلية بالأسواق العالمية في إطار احترافي ومنظم.




