الأربعاء, يوليو 23, 2025
41.1 C
Tunisia
الأربعاء, يوليو 23, 2025
tunisair

مسرحية “بينومي” في مهرجان قرطاج الدوليامام شبابيك مغلقة.. عزيز الجبالي يكسب الرهان

المسرح فضاء للبوح والتعبير ودعوة متواصلة للتغيير، على الخشبة صدحت الاصوات
بالحرية والنقد، فالمسرح فضاء للعب والانتصار للقضايا الكبرى، وهو المساحة المتاحة
لمزج الكوميديا بالتراجيديا، هكذا صنع أبطال مسرحية “بينومي” ملحمتهم الادائية على
الركح الأثري بقرطاج في ثالث عروضه.
ومسرحية “بينومي” من إخراج عزيز الجبالي وتمثيل كل من عزيز الجبالي وصابر
الوسلاتي وياسمين الديماسي وفاطمة صفر وجهاد الشارني وعصام عبسي ومحمد السويسي
وضيف شرف العرض الشيخ محمد بن حمودة أما النص فهو جماعي وكانت السينوغرافيا
لصبري العتروس.

الركح فضاء لنقد المجتمع
منذ الديكور يحيل عزيز الجبالي الجمهور إلى فضاء محدد للعب، في بيت صغير يقطنه
“حميدو” (عزيز الجبالي) أين تتصارع الشخصيات التي تتكشف تباعا.
وحميدو، مصمم الازياء، يعيش الوحدة حد الرغبة في الخروج من بوتقتها بايجاد من
يشاركه السكن، يعول على الوسيط العقاري كلخة (صابر الوسلاتي) الذي يستغل الوضع
ليجني المزيد من الاموال فيجلب في كل مرة متسوغا جديدا، ونكتشف مرة تلو الأخرى
عددا من الشخصيات بتركيبة نفسية وثقافية مختلفة.
طيلة ساعتين وخمسة وثلاثين دقيقة قدم الممثلون في مسرحية “بينومي” عينة من المجتمع
التونسي بالانتقال بين الحكايات والشخصيات التي من خلالها تم تسليط الضوء على عدد من
المواضيع. وباعتماد الكوميديا السوداء، تقمص الممثلون شخصيات مختلفة فكريا ونفسيا
واجتماعيا…
فقد عايش حميدو في رحلته للبحث عن شريك في السكن نماذج مجتمعية متعددة حيث شهدنا
وضعيات درامية كوميدية تضع الاصبع على الداء وتفسر جوانب من المجتمع التونسي
وواقعه وعاداته.

على الخشبة طرحت العديد من المواضيع السياسية على غرار حرية التعبير والمرسوم 54
، والقضية الفلسطينية ودور الاعلام والصورة الكاريكاتورية للمثقف عبر شخصية الشاعرة
مجدولين (ياسمين الديماسي)، إذ كانت الشخصية نقد مباشر لمن يدعون امتلاك ثقافة الكلمة
ويبيعون صور شعرية ساذجة لجلب (اللايكات) على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أكثر المواضيع الحساسة المطروحة في مسرحية “بينومي” العنصرية والتفرقة
الجهوية التي تجسدت في مشهد يجمع أحد ” البلديّة” أي سكان العاصمة وصاحب البيت
(من الجهات الداخلية)، تلك التفرقة المزعجة التي تصنف أبناء البلد الواحد حسب الانتماء
الجغرافي وما يتبعه من تضخم “الأنا” والكبر والغرور..
في المسرحية، جسد الفنان عبد الحميد بوشناق شخصية “البلدي” وقدمها بحرفية، فمزج
بين الضحكة والصرامة لتكون الشخصية مرحة ومشاكسة في الوقت ذاته، إذ منذ دخول هذه
الشخصية حيز اللعب الدرامي نفهم أننا إزاء نقد لاذع لمسألة الجهويات والفوارق بين
التونسيين حسب الجهة انطلاقا من أول جملة للتعارف (من أي منطقة انت؟).
أما العنصرية الخارجية فتجسدت من خلال الاشارة إلى معاناة الأفارقة في تونس، بلد
افريقي بالأساس، والمشاكل الكثيرة التي يعانيها أفارقة جنوب الصحراء..
على الخشبة تعددت المواضيع المطروحة التي عولجت بأسلوب كوميدي، اسقاطات
اجتماعية وسياسية وثقافية جميعها شرحت المجتمع التونسي وكشفت القبح الكامن فينا،
فالمسرح يبقى مرآة الحقيقة للمجتمع الذي ينتمي إليه وهو فضاء للتعبير يتجدد في كل
عرض للنقد وتقديم الراهن والمُلحّ في أسلوب يوغل في الضحك حينا وفي الوجع أحيانا
أخرى.
مسرحية بينومي مضحكة في ظاهرها وموغلة في الرمزية والنقد بين ثناياها، عنها يقول
الممثل صابر الوسلاتي أحد أبطال العمل والمشاركين في كتابة النص “تجربة العمل
المسرحي عمل يتغذى من الواقع، المسرحية ليست منبتة عن الواقع أو الشعب التونسي بل
ملتصقة به جدا، لذلك يجد المتفرج نفسه داخل العرض، فالعرض تغير حسب الأحداث التي
صارت في العالم، واختلفت بعض المواضيع المطروحة مقارنة بالعروض السابقة”،
لذلك كانت مسرحية “بينومي” تجربة نقدية تمزج بين السخرية والتراجيديا في مشاهد
درامية جمعت ممثلين احترموا ركح قرطاج وانتصروا لجمالية فن الممثل.
لا نستطيع انجاز عرض دون الحديث أو الإشارة لتضحيات الشعب الفلسطيني، تحيا
فلسطين هكذا صرح الفنان عزيز الجبالي خلال الندوة الصحفية التي عقبت العرض، للتأكيد

على أن القضية الفلسطينية لا تغيب عن الفعل المسرحي التونسي وفي “بينومي” وعلى
ركح قرطاج رفع علم فلسطين وهتف الجمهور بصوت واحد “تحيا فلسطين”!
أداء الممثل فضاء للعب والنقد
لعب الممثل وادائه من نقاط القوة في مسرحية “بينومي” إذ لكل ممثل طريقته في كتابة
الشخصية ونحت ملامحها الفكرية، فعلى الركح أجتمع ثلة من الممثلين لتقديم نص ساخر
وناقد، ولكل ممثل حضوره المختلف والمؤثر في صناعة الفعل المسرحي.
في “بينومي” الشخصية الرئيسية “حميدو” قدمها الممثل عزيز الجبالي، شخصية صنعت
الفارق واختلف أداء الجبالي عن تجاربه السابقة، وشاركه في عدد من المشاهد المبدع
صابر الوسلاتي الذي يخوض الرهان ليجعل “كلخة” أهم ركيزة في تطور الأحداث
وتصاعدها، كما تميزت الممثلتان ياسمين الديماسي بشخصية “مجدولين” وفاطمة صفر
في شخصية “طاهرة”، حيث لكل منهما مساحتها للعب والمراهنة على تقديم شخصيات
متجددة تفاجأ الجمهور وتمحي كل نمطية يمكن أن تشوب مسيرتهن من خلال تكرار أو
استنساخ شخصيات من أعمالهن السابقة سواء المسرحية أوالتلفزية.

590 تدخلاً للحماية المدنية في 24 ساعة بينها 147 لإطفاء حرائق

أعلنت وحدات الحماية المدنية أنها نفذت 590 تدخلاً خلال 24 ساعة، وذلك من الساعة السادسة من صباح أمس الثلاثاء إلى حدود الساعة السادسة من...

*”حوار الأوتار 2″ لكمال الفرجاني: سمفونية العبور الثقافي بين الشرق والغرب على ركح مهرجان...

أعاد "حوار الأوتار 2" بتوقيع الموسيقار والمايسترو كمال الفرجاني التفكير في شكل الأداء الموسيقي العربي من خلال مقاربة أوركسترالية تقوم على توزيع الأدوار بين...