نفذت وحدات تابعة للحرس الوطني، صباح اليوم الجمعة 09 ماي 2025، حملة أمنية واسعة في منطقة منارة الحمامات، استهدفت الانتصاب الفوضوي الذي انتشر على الأرصفة وفي محيط بعض الفضاءات السياحية، وذلك في إطار جهود الدولة للحفاظ على النظام العام وجمالية المدينة.
أسفرت الحملة عن حجز عدد من المعدات والبضائع التي يستخدمها الباعة العشوائيون، إضافة إلى تحرير محاضر مخالفة في حق عدد منهم، حسب ما أفادت به مصادر خاصة لمراسل إي أف أم في ولاية نابل، منتصر ساسي.
آراء المواطنين: “المدينة تحتاج إلى تنظيم ولكن الحل لا يكون بالقوة”
في تصريحات لمراسلنا، أكد طارق الحجري، أحد سكان الحي، أن “الحملة كانت ضرورية لأن الوضع أصبح غير محتمل، الأرصفة مغلقة والمنظر العام يؤثر سلبًا على المدينة، خاصة وأنها وجهة سياحية. لكننا ندرك أيضًا أن هؤلاء الناس يعملون من أجل لقمة عيشهم، والحل لا يمكن أن يكون أمنيًا فقط.”
أما السيدة جميلة الجديدي، صاحبة محل تجاري قريب، فقد صرحت قائلة: “الانتصاب الفوضوي يضر بنا كتجار لأننا ندفع الإيجار والضرائب، لكن الدولة يجب أن تجد حلاً يحفظ كرامة هؤلاء الناس بدلاً من تفريقهم بالقوة.”
الباعة: “لم نرد أن نعمل في الشارع… ولكن من يسمعنا؟”
من جانبهم، عبر بعض الباعة المنتصبين فوضويًا عن استيائهم، مشيرين إلى أنهم لم يجدوا خيارًا آخر بسبب غياب فضاء تجاري منظم. وقال سامي الدريدي، شاب عاطل سابقًا ويبيع الأحذية على الرصيف منذ عدة أشهر: “أنا أعمل لتوفير لقمة العيش لعائلتي، لست حراميًا أو لصًا. مشكلتنا مع البلدية، وعدونا بتهيئة فضاء تجاري منذ عامين، ولكن لم يحدث شيء.”
وأضاف زميله أنيس خميس: “الحملة اليوم أضرت بنا. إذا كان هناك مكان نعمل فيه بشكل قانوني، سنجمع بضاعتنا ونمضي. لكن لا يوجد حل حتى الآن.”
البلدية في مرمى الانتقادات
أمام هذا الوضع، تتجه الانتقادات نحو البلدية، حيث وُصفت تحركاتها في هذا الملف بأنها “باردة وغير فعّالة”، خصوصًا أن فضاءً تجاريًا بديلاً لم يتم تهيئته حتى الآن، رغم المطالب المستمرة من المجتمع المدني والباعة أنفسهم.