في خطوة تهدف إلى تجديد المناهج التعليمية وتعزيز مهارات المتعلمين، أصدرت وزارة التربية مذكرة جديدة موجّهة إلى المندوبيات الجهوية وأعضاء سلك التفقد ومديري المدارس الابتدائية، تُعلن فيها عن إلغاء اعتماد المشاريع الجاهزة مثل “المنسج” و”نبتة الفول والحمص” في تدريس مادة التربية التكنولوجية.
وأوضح نص المراسلة أن هذا القرار يأتي في إطار إصلاح شامل لمناهج التعليم الأساسي، بهدف تطوير الكفايات التقنية والبيداغوجية لدى التلاميذ، وتمكينهم من توظيف معارفهم لحل المشكلات بطريقة عملية وتفاعلية، مع تعزيز روح العمل الجماعي والتعلم الذاتي.
وأكدت الوزارة على ضرورة تنفيذ الأنشطة التطبيقية داخل الفضاء المدرسي من خلال مشاريع تربوية ذات معنى، تتيح للتلاميذ فرصا حقيقية للتجريب واكتشاف التكنولوجيا الحديثة والوسائط الرقمية. كما شددت على تجنّب الدروس النظرية البحتة، وتشجيع التعليم بالممارسة في إطار مشاريع عملية ملموسة.
ودعت المراسلة إلى تنظيم دورات تكوينية للإطارات التربوية لتطوير طرق تدريس مادة التربية التكنولوجية، وإدماج التوجهات الجديدة في التخطيط البيداغوجي، إضافة إلى التزام المدارس بمضامين الوثيقة الإطارية الصادرة في فيفري 2025، والتي تمنع اعتماد البحوث الجاهزة أو المنجزة من طرف أولياء التلاميذ.
وفي سياق متصل، كشف وزير التربية نور الدين النوري، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الوزارة تدخلت بالصيانة في نحو 30% من المؤسسات التربوية مع إحداث 13 مؤسسة جديدة، في إطار برنامج يمتد على ثلاث سنوات يهدف إلى بناء مشهد تربوي حديث ومتطور.
وأشار الوزير إلى أن أغلب المدارس الابتدائية أصبحت مرتبطة بشبكة الإنترنت عالية التدفق بفضل تنفيذ برنامج “إيدونات 10″، الذي مكّن من تجهيز المدارس الريفية والحضرية بمخابر معلوماتية حديثة، تحقيقًا لمبدأ العدالة والإنصاف بين جميع التلاميذ في مختلف جهات البلاد.
كما أعلن عن توسيع فترة الامتحانات الشفوية في المرحلة الابتدائية لتدوم شهرا كاملا، بهدف تقليص الضغط النفسي على التلاميذ والأولياء.
وختم النوري بالتأكيد على أن ملف الإصلاح التربوي سيُحال قريبا إلى المجلس الأعلى للتربية، في إطار مقاربة شاملة تربط بين التعليم والتشغيل والثقافة وبناء المواطن الواعي والمنفتح على العالم.


    
    
                                    
