إنتقد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر، الدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم في حوار أجراه مع جريدة لوموند الفرنسية، الحملة الموجهة والانتقادات العديدة التي وجهت لبلده قبل أيام من إنطلاق البطولة. وإعتبر الوزير أن الدعوات لمقاطعة كأس العالم غريبة وغير منطقية مصرحا في هذا السياق:” الأسباب المقدمة لمقاطعة كأس العالم ليست منطقية. هناك الكثير من النفاق في هذه الهجمات التي تتجاهل كل ما حققناه والتي يتم تسويقها من قبل عدد قليل جداً من الناس، في عشرة بلدان على الأكثر، والذين لا يمثلون على الإطلاق بقية العالم. إنه أمر مؤسف صراحة. الحقيقة هي أنّ العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال. تم بيع أكثر من 97٪ من التذاكر. من بين الدول العشر التي اشترت أكبر عدد من التذاكر، نجد دولاً أوروبية مثل فرنسا.”
وعن ظروف العمل في قطر أجاب الوزير:”منذ حصولنا على شرف إستضافة كأس العالم في عام 2010، تحسنت ظروف العمل بالنسبة للعمال. لكن الإصلاح الرئيسي، هو إلغاء نظام “الكفالة” (نظام يقيد العمال برؤسائهم وقد يتطور إلى عمل قسري). لقد أدركنا المشاكل في أنظمة العمالة الوافدة. حتى أننا دعونا المنظمات غير الحكومية إلى العمل معنا للإصلاح. لقد قطعنا شوطاً طويلاً في إصلاح تشريعاتنا. هذه الإصلاحات تستغرق وقتاً وينطبق هذا على أيّ بلد. وليس الأمر فريداً من نوعه فقط في قطر. بالطبع، لا تزال هناك عيوب ونحن مصممون على إصلاحها. لكن لماذا نلوم حكومتنا بشكل ممنهج على هذه المشاكل، بينما في أوروبا، يتم إلقاء اللوم في أدنى حادثة على الشركة؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ أعتقد أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يقبلون أن تقوم دولة صغيرة في الشرق الأوسط باستضافة مثل هذا الحدث.”
وتأسف الوزير على كل حالة وفاة حصلت خلال الإعداد لكأس العالم وإعتبرها أمرا محزنا موضحا في هذا السياق:” في قطر، نقوم بجمع ونشر أرقام الوفيات كل عام، مقسمة حسب العمر والجنس وسبب الوفاة ونوع العمل. بالطبع، غالبية هذه الوفيات ليست مرتبطة بالعمل.. والواضح أنّ الأرقام التي نقلتها بعض وسائل الإعلام كاذبة أو مضللة.”
وعن موضوع إحتمال حدوث “صدام ثقافات” بين المشجعين من جميع أنحاء العالم خلال هذه التظاهرة أجاب الوزير:” الشعب القطري شعب مضياف، والعالم بأسره مرحَّبٌ به في بلدنا. كل ما نطلبه هو أن يحترم المشجعون قوانيننا، تماماً كما يُتوقّع منا أن نحترم قوانينك عندما نزورك في بلدك.”