في إطار فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية، نظمت مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وتحديدًا المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، ماستر كلاس للمخرجة الأرمنية تامارا ستيبانيان. حضر اللقاء عدد من السينمائيين والنقاد والجمهور المهتم بالسينما.
افتُتح الحدث بعرض برنامج «السينما الأرمنية تحت المجهر»، الذي يضم عشرة أفلام طويلة وفيلمًا قصيرًا. يتيح البرنامج للجمهور التونسي فرصة اكتشاف سينما شاعرية تنبني على تاريخ إنساني وثقافي غني بالتجارب والتحولات.
تحدثت تامارا ستيبانيان عن نهضة السينما الأرمنية الحديثة، مؤكدة أن هذا التطور جاء نتيجة سنوات طويلة من العمل والاجتهاد. أضافت أن جيل ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وخاصة المخرجات، نجح في فرض حضوره في مشهد سينمائي كان يهيمن عليه الرجال.
كما استعرضت المحطات التاريخية للسينما الأرمنية، بدءًا من مرحلة ما بعد الإبادة الجماعية سنة 1915، واستقرار السوفييت في البلاد بعد الحرب العالمية الأولى. أشارّت إلى أن السينما الصامتة بدأت في عام 1924، قبل أن تتبلور تدريجيًا ملامح السينما الأرمنية، خصوصًا بعد الاستقلال وبروز الأفلام المستقلة منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تطرقت ستيبانيان إلى العلاقة بين السينما والذاكرة والتاريخ والهوية. شدّدت على دور التراجيديا والمنفى في تحويل الألم إلى فعل فني يربط الماضي بالحاضر ويبرز تجربة شعب يواصل كتابة تاريخه عبر الصورة.
ولدت تامارا ستيبانيان في يريفان، وغادرت مع والديها إلى لبنان في أوائل التسعينيات، قبل أن تكمل دراستها في مدرسة السينما الوطنية بالدنمارك. تُعد اليوم من أبرز الأسماء في الموجة الجديدة للسينما الأرمنية، التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
تنسج أفلامها الوثائقية والروائية صورة شاملة لأرمينيا اليوم: شعبها، المنفى، الطبيعة، الأشباح، الجروح والأمل. حصلت أعمالها على إشادات نقدية واسعة ونالت جوائز دولية عديدة.
فاز فيلمها الطويل الأول «Embers» (2012) بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان بوسان الدولي. وحصد «Ceux du Rivage» (2016) جائزة أفضل وثائقي في مهرجان آميان السينمائي الدولي في فرنسا. كما حصل فيلم «Village de Femmes» (2019) على جائزة نجمة SCAM إلى جانب جوائز أخرى.
في عام 2025، عرضت تامارا فيلمين لأول مرة: «أشباحي الأرمنية» ضمن قسم Forum في مهرجان برلين السينمائي، و«في بلاد آرتو»، أول فيلم روائي طويل لها، الذي افتتح مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي.




