كشف باحثون دوليون عن تغيرات كبيرة في بكتيريا الأمعاء لدى المرضى عند بداية الإصابة بـ التهاب الأمعاء، ما يفتح آفاقًا واسعة لتطوير تشخيص مبكر وابتكار علاجات جديدة.
قاد فريق أكاديمي من جامعة برمنغهام دراسة غير مسبوقة جمعت بيانات الميكروبيوم الأولية من أكثر من 1700 طفل وبالغ في 11 دولة، تم تشخيصهم حديثًا وقبل بدء أي علاج، ما يجعل النتائج ذات دقة عالية وموثوقة عالميًا.
أبرز نتائج الدراسة
- نقص البكتيريا المضادة للالتهابات لدى المرضى المصابين بـ مرض كورونا والتهاب القولون التقرحي، أكثر أنواع التهاب الأمعاء شيوعًا.
- زيادة البكتيريا الهوائية المقاومة للأكسجين، والتي تنتقل عادة من الفم إلى الأمعاء، خاصة في بداية المرض.
- اختلافات واضحة بين عينات البراز والخزعات، وبين الأطفال والبالغين، ما يشير إلى تنوع الميكروبيوم حسب العمر والموقع البيولوجي.
- اختلاف أنماط الميكروبيوم حسب المنطقة الجغرافية، ما يؤكد أهمية جمع بيانات عالمية لدعم الدراسات المستقبلية.
- الحاجة إلى توحيد الأساليب التحليلية لدراسة الميكروبيوم لضمان نتائج دقيقة وموثوقة.
آثار الدراسة على التشخيص والعلاج
تشير النتائج إلى إمكانية تطوير أدوات تشخيصية للكشف المبكر عن التهاب الأمعاء، واستراتيجيات علاجية جديدة تستهدف تعديل الميكروبيوم أو مستويات الأكسجين في الأمعاء، خاصة للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا.
كما تدعم الدراسة ما يُعرف بـ “فرضية الأكسجين“، التي تشير إلى أن زيادة الأكسجين في بطانة الأمعاء قد تخل بتوازن الميكروبيوم وتساهم في الإصابة بالمرض. كما أبرزت الدراسة وجود بكتيريا فموية مثل “غرانوليكاتيلا” و”هيمافيلوس” في الأمعاء، ما قد يوفر أهدافًا جديدة للعلاج أو الوقاية.
أوضح الدكتور بيتر ريمر، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمعد الرئيسي المشارك في الدراسة، أن “النتائج تمنحنا صورة دقيقة لما يحدث في الأمعاء عند بداية الإصابة، وتشير إلى أن تغيّر مستويات الأكسجين وهجرة البكتيريا من الفم قد تكون عوامل رئيسية في الالتهاب، ما يمهد الطريق لتشخيص مبكر وعلاجات جديدة”.
نشرت الدراسة في مجلة أمراض الجهاز الهضمي، ما يجعلها مرجعًا مهمًا للباحثين والأطباء المهتمين بـ تشخيص وعلاج التهاب الأمعاء المبكر.




