في ثالث سهرات مهرجان الحمامات الدولي توشّح الركح بتعبيرات الموسيقى البديلة من خلال عرضين
لمجموعة يوما وللأخوين نور وسليم عرجون وبرسائل عنوانها الحلم والحب والأمل.
السهرة التي نفذت كل تذاكرها عرفت إقبالا لافتا للجمهور الذي تفاعل مع العرضين بنفس الحماسة
ونفس الشغف وردد كلمات الأغاني ورقص وهتف على امتداد أكثر من ساعتين.
الانطلاقة كانت مع مجموعة “يوما” حيث اعتلى الثنائي صابرين الجنحاني ورامي الزغلامي الركح،
غيتارة وصوتان، يرويان حكايات من الواقع على إيقاع أنماط موسيقية مختلفة.
وقد أعرب الثنائي عن سعادته بوجوده في مهرجان الحمامات الدولي، المهرجان الأول الذي احتضن
المشروع سنة 2016، قبل أن يقدما مجموعة من أغانيهم التي وجدت طريقها إلى ذاكرة الجمهور.
“يوما” التي تأسست عام 2015، راكمت عددا من الأغاني باللهجة الدارجة ونهلت من موسيقى الفولك
والروك وموسيقات أخرى لتوجد لنفسها مكانة في المشهد الموسيقي التونسي.
صافح الثنائي الجمهور، في ودعا إلى الركح موسيقيين يتقاسم معهم الحلم والتصورات والطريق،
لتتشكل مجموعة موسيقية نواتها صابرين الجنحاني ورامي الزغلامي.
عزيز بن عيسى على الغيتار وبشير الجلاصي على الباتري وأمين الهداوي على الباص أضفوا بعدا
آخر على يوما وبثوا فيها من أرواحهم وتجاربهم لتتداخل الأصوات على الركح وتحاكي شاعرية كلمات
الأغاني.
ليا سنين، دنيا تدور، آسيا، قسما، تعرفني، قمرة وذيب، فرططو، واحنا كبار ، نحبك في سكات، سماك،
نغير عليك، ومالك الصحراء، أغان صدحت بها صابرين الجنحاني ورامي الزغلامي فيما ملأت
الموسيقى الحية أرجاء المسرح.
بعض الأغاني الجديدة قدمتها “يوما” احتفاء بجمهورها في مهرجان الحمامات الدولي في عرض رابع
على ركحه منذ تأسيسها قال عنه رامي الزغلامي، في الندوة الصحفية التي عقبته، “إنه لا يُنسى خاصة
وأنه جمع مجموعتين تنتميان لمشهد الموسيقى البديلة.”
وفي سياق متصل أضاف أن كل عرض في المهرجان يضفي للمجموعة مزيدا من النضج ويغذي
رغبتها في المضي قدما في مشروعها المختلف وهو ما أكدته صابرين الجنحاني التي تحدثت عن
التطور الكبير في مشهد الموسيقى البديلة وتبوؤها مكانة وحيزا.
ولم تخف الجنحاني سعادتها بالغناء على ركح مهرجان الحمامات الدولي وباستمرار مشروع “يوما”
رغم الصعوبات التي تنسحب أيضا على الفنانين الذين ينتجون أغانيهم بمواردهم الخاصة على غرار
نور وسليم عرجون.
“نور وسليم عرجون” أثثا الجزء الثاني من السهرة الثالثة ضمن مهرجان الحمامات الدولي بأغاني
باللهجة التونسية، نصوصها شعرية وتعكس عالما موسيقيا ثريا معاصرا ومتعدد الالوان.
وقبل السفر بالجمهور في ثنايا مشروعها الموسيقي أعربا عن شكرهما للحضور وفرحهما بوجودهما
على ركح الحمامات وكشفا بعضا من ملامح عرض يغوص في الأحاسيس ويروي قصصا عن الحياة
والحلم والحب.
وقد تقاسم الأخوان عرجون الركح مع الأخوين سلطانة؛ مروان على الباص ويوسف على الدرامز في
توليفة موسيقية تسربت منها نغمات الكلافيي والبيانو إذ يعزف عليهما سليم ويستدر نغماتهما.
بحضور العازف هادي فاهم، غنت نور عرجون “ديما ديما” للفنان ياسر جرادي وشاركها الجمهور
الغناء قبل أن تستثمر سياق الأغنية لتذكّر بالاحتلال الذي تروح فلسطين تحت وطأته.
“ليك سنين”، “حلمة”،”بيبان”، “رئة ثالثة”، “وايو”، و”تراب” غنت نور قبل أن تستضيف مغني الراب
حمزة الطرابلسي “ظلمة” الذي اضفى مزيدا من الحيوية على الركح وألهب الجمهور أكثر فأكثر على
إيقاع أغنية “أطياف”.
وفي الندوة الصحفية التي عقبت العرض قالت نور عرجون إنها قضت طفولتها في مهرجان الحمامات
وكانت تحلم بأن تغني يوما على ركحه وهي سعيدة بتحول الحلم إلى حقيقة وبمشاركة “يوما” الركح.
كما تحدثت عن الطاقة التي سرت على الركح والتي تعود إلى كون هذا العرض الأول في تونس بعد
فترة من الانقطاع، مؤكدة تواصل الحلم واستمرار نفس الطاقة رغم الصعوبات في مشهد الموسيقى
البديلة وخاصة في علاقة بالتمويل الذاتي في الإنتاج.
سليم عرجون قاسم أخته وشريكته في مشروعه الفني الرأي والمشاعر إذ أبدى سعادته بمشاركة
موسيقاهم مع جمهور استثنائي على ركح الحمامات الأسطوري ليتحقق حلمه الذي يعود إلى سنوات.
وفي سياق متصل، أكد المضي قدما في الحلم وفي المشروع الموسيقي القائم على البحث والتجديد على
مستوى التصورات والألحان والكلمات وهو ما يلتقي فيه مع مجموعة “يوما”.
“يوما” ونور وسليم عرجون لا يلتقيان عند المقاومة من أجل ترسيخ مكان ومكانة في المشهد الموسيقي
فحسب، بل يلتقيان أيضا عند رسائل الأمل وحب تونس والحلم بغد أفضل تفتح فيه جميع الأبواب
الموصدة.
وبعد هذا العرض، يكون جمهور مهرجان الحمامات الدولي على موعد مع عرض للفنانة اللبنانية رنين
الشعار.