تواصلت صباح الثلاثاء الندوة الفكرية المسرح والإبادة والمقاومة نحو أفق انسي جديد في يومها في جلستين في كل منهما مداخلتين مع مداخلة عن طريق الفيديو .
الجلسة الاولى ترأسها الدكتور عبدالحليم المسعودي وكانت البداية بمداخلة هايل علي احمد المذابي من اليمن الذي تعذَّر عليه الحضور فقدّمت الدكتورة بسمة الفرشيشي المداخلة نيابة عنها واهتمت المداخلة بأشكال الفرجة الشعبية ودورها في مقاومة الاحتلال من خلال تجربة شمسان حمبص في عدن الذي كان رائدا لفن العرائس الذي كان يتنقٌل بعرائسه من مكان إلى آخر ويسرد حكاياته التي يصوغها من صميم الحياة اليومية للبسطاء وهو فنان عصامي لا احد يعرف كيف تمكّن من هذه المهنة كما قال الباحث وكانت مداخلته بعنوان المقاومة الثقافية وصناعة الوعي في عصر الاستعمار تجربة عدن نموذجا المداخلة الثانية كانت عبر تقنية الفيديو للناقد السوداني السر السيد محمد الذي قدٌم مداخلة بعنوان العنف المنظم والمقاومة في التجربة المسرحية السودانية مسرحية الذين عبٌروا النهر مثالا .
وفي هذا المداخلة تُحدِّث السر السيد عن تعاطي المسرح السوداني مع مآسي العنف سواء الذين ارتكبته الدولة بادوات الجيش وقوات الامن او الذي مارسته المليشيات مثل الدٌعم السريع وغيرها وتوقٌف الباحث عن عدد من المحطٌات التاريخية وبعض التجارب المسرحية التي خلّدت هذه الأحداث الدامية مثل مسرحية الذين عبٌروا النهر التي عرضت في 2002 وهي مسرحية ذات فصل واحد .
وكانت المداخلة الثالثة لصفاء سلولي من تونس بعنوان المسرح مقاومة لإنقاذ الذوات المختلفة واشارت الباحثة في مداخلتها إلى ان مفهوم المقاومة لا يمكن اختزاله في تحرير الاراضي من الاستعمار بل يمتد لتحرير الانسان من الظلم والاستبداد من خلال نموذجين مسرحيين وهما مسرحية مراد الثالث لعلي بن عيٌاد والحبيب بولعراس ومسرحية برضاك للسعد الصلعاني فالمظلوم قد يتحوٌل إلى ظالم
اما الجلسة الثانية فتراسها الدكتوراحمد القاسمي وقدٌم خلالها الفيلسوف الفرنسي ألان جونيو مداخلة بعنوان في العقد العربي فلاسفة وشعراء يدافعون عن غزة : دولوز جينيه أرطو يوسف الصديق او المبادى المسرحية لحق فلسطيني في الحياة .
الباحث الفرنسي أشار إلى ما يعانيه الفلسطينيون بسبب الغطرسة الصهيونية التي تحظى للاسف بدعم أوروبي. وأمريكي كبير في الوقت الذي ترفع فيه الدول الغربية شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وتوقٌف عند مساندة بعض الأصوات الحرة لفلسطين مثل دولوز وجينيه وأرطو الذين وقفوا ضد المركزية الاوروبية وفضحوها ودعموا الحق الفلسطيني وتوقٌف عند نماذج من نصوصهم .
واختتم الدكتور حاتم المرعوب مداخلات اليوم الثاني وكانت مداخلته بعنوان : المسرح فعل مقاوم من مدارات الوجيعة إلى ثنايا الحلم تراجيديا الديوك وحوافر السبول لنورالدين الورغي نموذجا .
المرعوب توقٌف ايضا عند تحربة عماد المي في مسرحية ثقوب سوداء في اشتغاله على تيمة الحرب وقدرة المسرح على مخاطبة الجمهور وان يكون فن الراهن الآن وهنا .
وكانت هناك مساحة للنقاش شارك فيه عدد من المسرحيين ومن طلبة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس والمعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف .