أبهر الفنان “يوري بوينافينتورا”، أحد أعمدة الموسيقى اللاتينية المعروفين عالميا، جمهور الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان الحمامات الدولي في سهرة السبت 19 جويلية 2025، حيث استحوذ الفنان على المسرح لمدة ساعتين من الزمن أمام جمهور حضر خصيصا للاستمتاع بموسيقى أمريكا اللاتينية التي تصدح إيقاعاتها بالحرية وتنادي بالعدالة الإنسانية الكونية.
هذا العرض الذي استُنفدت تذاكره منذ طرحها للبيع الكترونيا، تنوع بين حكايات وتجارب شخصية عاشها الفنان الكولومبي وتقديم دروس راقصة للجمهور إلى جانب أداء مقطوعات جديدة وأخرى أعيد توزيعها، وهو ما جعله ينجح في مهمته بامتياز في كسب إعجاب الجمهور التونسي الذي حضر بكثافة.
وظهر الفنان بملابس بسيطة تجمع بين الأناقة والطابع الرياضي، دون أن يفقد حضوره اللافت والمشرق على الركح. وقد بدأ “يوري بوينافينتورا” بعزف ألحان حالمة قبل أن يدعو الجمهور إلى الرقص. وبحركة عفوية شجّع الحاضرين على التفاعل معه من خلال خطوات السالسا وحركات راقصة أخرى متنوعة في محاولة لدمجهم في عالمه الموسيقي النابض بالإيقاع والحركة والمعبّر عن الأمل والتشبّث بحب الحياة.
وعاد “بوينافينتورا” إلى الغناء والرقص بعد انقطاع دام ست سنوات. وقدم مزيجا من أعماله القديمة إلى جانب أغان من ألبومه الجديد وبعض الأغاني المعروفة. كما تضمّن العرض أيضا رسائل إنسانية وخلق لحظات من التأمل والوعي. ولم يغفل الفنان عن التنديد بالحروب والصراعات التي يعيشها العالم اليوم، فكان لكل رسالة وجّهها للجمهور صدى وتأثير كبيرين.

أبرز الفنان كذلك أهمية تنوّع الآلات الموسيقية في عروضه والتي تلغي الحدود وتقرّب بين الشعوب. إذ قدّم أنغاما جديدة تزيل الفوارق وتلغي الحدود بينها وتضيف ثراء لرصيده الفني وتُكسبه احترام جمهوره التواق دوما إلى عالم أكثر عدلا وسلاما.
وبعد سنوات من الغياب، أطلق “يوري بوينافينتورا” ألبومه الجديد بعنوان “Ámame”، ويعرف أيضا بإعادة تقديمه لأغنية “Ne me quitte pas”. وقد وُصف هذا الألبوم من قِبل الفنان بأنه “حلم موسيقي” و”تحية للموسيقى اللاتينية في نيويورك”، وهز يمزج بين ألحان البوب والإيقاعات العالمية. وقد شارك في إنتاجه مجموعة من الموسيقيين المحترفين الذين اجتمعوا خصيصا لهذا العمل.
ويضم الألبوم عشر أغان يوجّه من خلالها تحية لفناني الموسيقى اللاتينية في نيويورك الذين شكّلوا مصدر إلهام كبير له. وخلال حفله، أدى “بوينافينتورا” أيضا أغانيه الشهيرة التي صنعت شهرته العالمية، فاستهلّ العرض بأغنية “Ámame” ثم “Como la maleza” و”Historia de un Amor” و”El Guerrero”. كما قدّم نسخة من أغنية “Quizás”، ليختم الحفل بأغنية “Salsa” بعد أدائه “Ne me quitte pas”.