أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منذر بلعيد، تعليماته الفورية بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة في ما يتعلق بشبهة ظلم تعرّض له 12 تلميذًا في عملية التوجيه الجامعي، مؤكّدًا أنه سيتم إنصافهم بعد أن تم توجيههم إلى شعب لم يقوموا باختيارها رغم تحصّلهم على المعدلات المطلوبة، وفق ما أفادت به النائب بمجلس نواب الشعب ريم المعشاوي.
وفي تصريح لموزاييك، تحدّثت المعشاوي عن شبهة تلاعب ببطاقات اختيارات التوجيه الجامعي لتلاميذ متفوقين من ولاية الكاف، حيث تم توجيههم إلى اختصاصات لا تمتّ بصلة لاختياراتهم الأصلية. وذكرت أنّ بعضهم طالب بشعب مرموقة مثل الطب أو الصيدلة، لكنه وُجّه إلى اختصاصات غير مدرجة أصلًا في بطاقات الاختيار، مثل التراث والآثار.
جنان عبيدي، إحدى المتفوقات في شعبة الرياضيات، صرّحت بأنها اختارت حصريًا شعبة العلوم الاقتصادية ضمن بطاقة التوجيه، لكنها صُدمت بتوجيهها إلى شعبة الموسيقى بالمعهد العالي للفنون والحرف بقابس، مؤكدة أنّ هذا الاختصاص لم يكن من ضمن اختياراتها مطلقًا. وأضافت أنها اكتشفت بعد التوجيه أن قائمة اختياراتها قد تم تغييرها دون علمها أو موافقتها.
من جهتها، عبّرت التلميذة مرام خميس عن صدمتها أيضًا بعد توجيهها إلى شعبة الفلسفة في القيروان، في حين كانت قد اختارت ضمن المرتبة الأولى شعبة علوم التمريض باختصاص تربية وتعليم. وأكّدت بدورها أن اختياراتها الأصلية قد تغيّرت دون علمها، معتبرة ذلك خللًا خطيرًا يطرح تساؤلات حول مصداقية منظومة التوجيه الجامعي.
وطالبت التلميذتان، إلى جانب عدد من المتضررين، بالكشف عن الحقيقة وإنصافهم، مؤكدين أنهم لا يطلبون سوى الشفافية، والعدالة، والمساواة في الفرص.