تترقب الأرض غدا اصطدام قمر صناعي أنهى رحلة دامت 30 عامًا في مدار الأرض، لكن الخبراء ما زالوا لا يعرفون بالضبط موقع هبوطه.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يزن القمر الصناعي الأوروبي”ERS-2″ نحو 5000 رطل أي ما يعادل وزن حيوان وحيد القرن.
ورغم المخاوف التي تثيرها حوادث اصطدام حطام الأقمار الصناعية على المناطق المأهولة، تقول وكالة الفضاء الأوروبية: “إن الخطر السنوي لإصابة الإنسان حتى لو كان مجرد حطام فضائي يبلغ حوالي واحد في 100 مليار”.
موعد مرتقب للسقوط الحر
وتقدر وكالة الفضاء الأوروبية أنه سيعود إلى الغلاف الجوي للأرض في الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء 21 فيفري الجاري.
وتشير وكالة الفضاء الأوروبية إلى أن مستوى عدم اليقين في توقعاتها بعودة القمر إلى الغلاف الجوي هي 15 ساعة.
وقالت في بيان: “إن عدم اليقين هذا يعود في المقام الأول إلى تأثير النشاط الشمسي الذي لا يمكن التنبؤ به، والذي يؤثر على كثافة الغلاف الجوي للأرض وبالتالي على السحب الذي يتعرض له القمر الصناعي”.
وأكدت الوكالة أنها تراقب القمر الصناعي “عن كثب” مع شركاء دوليين وتقدم تحديثات منتظمة على صفحة ويب مخصصة.
القمر الصناعي استنفد وقوده
أطلق القمر الصناعي “ERS-2” في 21 أفريل 1995 من مركز غيانا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بالقرب من كورو.
وبعد 15 عامًا، كان المسبار الفضائي لا يزال يعمل عندما أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية اكتمال المهمة في عام 2011.
صور للقمر الصناعي الأوروبي الذي يسبح في المدار- اكس
وبعد أن استنفدت مناورات الخروج من المدار الوقود المتبقي للقمر الصناعي، بدأ خبراء التحكم الأرضي في خفض ارتفاعه من حوالي 785 كيلومترًا إلى 573 كيلومترًا.
في ذلك الوقت، أراد الخبراء تقليل خطر الاصطدام بالأقمار الصناعية الأخرى أو زيادة سحابة “المخلفات الفضائية” الموجودة حاليًا حول كوكبنا.
قد يسقط في المحيط
ومنذ ذلك الحين، كان القمر الصناعي في فترة “الاضمحلال المداري” أي أنه يقترب تدريجيًا من الأرض أثناء دورانه حول الكوكب. وسوف يعود “ERS-2” إلى الغلاف الجوي للأرض ويحترق بمجرد انخفاض ارتفاعه إلى ما يقرب من 80 كيلومترًا، أي حوالي خمس مسافة محطة الفضاء الدولية. وعلى هذا الارتفاع، سوف ينقسم إلى شظايا، وسوف يحترق الجزء الأكبر منها في الغلاف الجوي.
ومع ذلك، يمكن أن تصل بعض الشظايا إلى سطح الأرض، حيث “من المرجح أن تسقط في المحيط”، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية. وقالت الوكالة: “لن تحتوي أي من هذه الأجزاء على أي مواد سامة أو مشعة”.
ومما يثير القلق أن وكالة الفضاء الأوروبية تصف الحدث بأنه عودة “طبيعية” لأنه لا توجد وسيلة للموظفين الأرضيين للسيطرة عليه أثناء هبوطه.
وفي الآونة الأخيرة، ترددت الكثير من الأنباء عن صواريخ يتم فقدان السيطرة عليها وتسبح في الفضاء، وأيضًا عن بقايا صواريخ ونفايات فضائية تسقط على الأرض. فقد سقط صاروخ “لونغ مارش-5 بي” الذي يزن 23 طنًا، بعدما حمل وحدة المختبر الصيني الفضائي “وينتيان” من جزيرة هاينان إلى الفضاء في 24 جويلية 2022، ما عرّض الصين لانتقادات من وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، لأن الصاروخ المذكور لم ينقسم إلى أجزاء أصغر عندما دخل الغلاف الجوي، كما تقتضي المعايير الدولية.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تسقط فيها بقايا صاروخ صيني ضخم على الأرض، بل المرة الثالثة التي تترك فيها الصين صاروخًا يهبط على الأرض دون سيطرة. وسقط أحدها في المحيط الهندي دون التسبب بأي ضرر.