احتضنت العاصمة تونس يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 ندوة الاختتام والتثمين لمشروع “أجيال للمساواة (Ajyal Égalité)، وهو برنامج إقليمي مُموّل من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) وتنفّذه مؤسسة خبراء فرنسا، بهدف تعزيز ثقافة المساواة بين النساء والرجال ودعم العدالة الاجتماعية داخل الحركة النسوية المغاربية.
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، يرتكز البرنامج على ثلاثة مكوّنات رئيسية وهي دعم تنفيذ السياسات العمومية الوطنية الرامية إلى الحد من الفوارق بين النساء والرجال مساندة فاعلي المجتمع المدني في جهودهم لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والمساهمة في تعزيز ثقافة المساواة بين النساء والرجال عبر وسائل الإعلام.
وكان هذا اللقاء فرصة لعرض حصيلة المشروع وإنجازاته الرئيسية ونتائجه بعد ثلاث سنوات من التنفيذ، وتسليط الضوء على المبادرات والابتكارات التي ساهمت في تعزيز المساواة بين النساء والرجال في تونس والمغرب وليبيا والجزائر، كما مثّل الحدث منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين ممثلين عن مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وشركاء دوليين.
وخلال هذا اللقاء، تم تقديم شهادات حيّة من المستفيدين من المشروع، وإبراز الديناميكيات التعاونية التي أُحدثت بين الفاعلين في المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
ولم تقتصر الندوة على عرض الحصيلة فحسب، بل مثل أيضًا منصة للنقاش المفتوح والتفكير الجماعي في مستقبل المساواة في المنطقة.

تجاوزًا لمجرد تقديم تقرير عن النتائج، مثل المؤتمر منصة للنقاش المفتوح والتفكير الجماعي حول مستقبل المساواة في الدول المغاربية وقد أتاحت الجلسة الختامية، المخصصة لموضوع «من أجل المناصرة من أجل المساواة في الدول المغاربية»، للمشاركين وضع توصيات عملية واقتراح مبادرات جديدة لضمان استمرارية الجهود المبذولة في إطار مشروع «أجيال من أجل المساواة».
وقد ساهم البرنامج في تعزيز الحوار الإقليمي حول المساواة بين النساء والرجال، وخلق جسور للتعاون بين الفاعلين العموميين والخواص، المجتمع المدني، ووسائل الإعلام بما يعزز استدامة الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات أكثر شمولًا وعدلًا.
وبهذه المُناسبة، قالت سعادة سفيرة فرنسا في تونس، Anne GUEGUEN: «أود أن أحيّي بحرارة كل مُمثلي المجتمع المدني الحاضرين هنا، إنني فخورة ومتشرفة للغاية بوجودي بينكم بمناسبة اختتام برنامج ‘أجيال المساواة’، الذي يُتوّج ثلاث سنوات من الأنشطة المخصصة لدعم الحركة النسوية وتعزيز المساواة بين النساء والرجال في المنطقة المغاربية، يمكننا أن نفخر بعدد الأشخاص الملتزمين بهذه القضية وبالثبات اللافت الذي أبدته جميع الفاعلات وجميع الفاعلين في هذا المشروع فإصرارهم يشكل محركًا أساسيًا لنجاحه. «
من جانبها قالت السيّدة Aude Penent، المديرة المساعدة لمكتب الوكالة الفرنسية للتنمية في تونس (AFD): «نجتمع اليوم حول موضوع لا يعرف الحدود، من الضروري أن يتكيّف هذا البرنامج الإقليمي مع ثقافة كل بلد وقد بُني حول طموح أساسي يتمثل في أن لا تتعرض أي امرأة للعنف، وألا تبقى أي امرأة دون دعم «.
وأوضحت السيّدة Florence Basty، ممثلة مكتب الأمم المتحدة للمرأة في تونس وليبيا: « سعدت بحضوري هذا اللقاء وبمشاهدة المجتمع المدني متّحدًا، لقد أتاحت هذه المناسبة الفرصة لتعزيز الروابط بين الجمعيات النسوية، التي تمكنت من تقديم الدعم المتبادل واستخلاص الدروس من تجارب بعضها البعض، سواء في الأوقات الصعبة أو في اللحظات السعيدة، في الجزائر كما في تونس «.
ويأتي هذا الحدث تتويجًا لمسار تعاون مثمر بين مؤسسة خبراء فرنسا وشركائها في المنطقة، وأكّد التزامهم المشترك بمواصلة العمل من أجل مجتمعات أكثر إنصافًا وشمولًا.



