الجمعة, أكتوبر 31, 2025
25.6 C
Tunisia
الجمعة, أكتوبر 31, 2025

منتدى DSI الدولي: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح القيادة الرقمية

احتضنت الضاحية الشمالية للعاصمة تونس على امتداد يومي الأربعاء والخميس 29 و30
أكتوبر 2025 فعاليات منتدى DSI الدولي في دورته الحادية عشرة تحت شعار «إعادة
ابتكار دور المدير التنفيذي لنظم المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي»، وهو الحدث
الذي نظّمه نادي مديري نظم المعلومات بتونس (Club DSI Tunisie) بالشراكة مع عدد
من المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، وبحضور نخبة من الخبراء والمختصين في
مجالات التحول الرقمي وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي والتسيير الاستراتيجي. وقد
شهدت هذه الدورة مشاركة أكثر من 500 متخصص ومهني من 25 دولة من إفريقيا
وأوروبا وآسيا، في تأكيد على البعد الدولي المتنامي لهذا المنتدى الذي أصبح منصة رئيسية
للحوار حول مستقبل التكنولوجيا في القارة الإفريقية والعالم العربي.

وتميّزت دورة 2025 بطابعها الهادف وتنوّع محاورها، إذ فتحت نقاشاً معمقاً حول الدور
الجديد الذي أصبح يلعبه المدير التنفيذي لنظم المعلومات داخل المؤسسات الحديثة، وهو
دور لم يعد يقتصر على إدارة البنية التحتية التقنية، بل تحوّل إلى موقع قيادي واستراتيجي
يمسّ صميم القرار الاقتصادي والاجتماعي للمؤسسة، خاصة وأنّ التحول الرقمي الذي
يشهده العالم يفرض إعادة تعريف هوية المدير التنفيذي لنظم المعلومات بوصفه قائد التغيير
ومهندس الرؤية الرقمية والمستشرف لمستقبل المؤسسة في عصر الذكاء الاصطناعي.

وتوزّع برنامج المنتدى على جلسات عامة وورش عمل متخصصة تناولت قضايا محورية
من أبرزها حوكمة البيانات والتحكم في المخاطر الرقمية في ظل تصاعد التهديدات
السيبرانية، وتحديات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات ودوره في دعم اتخاذ القرار
الاستراتيجي، والتحول نحو المؤسسة الذكية التي توظّف البيانات الضخمة والذكاء التحليلي
لخدمة الأداء والإنتاجية، إلى جانب نقاشات مستفيضة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وما تحمله من أبعاد إنسانية وقانونية تتجاوز الجانب التقني. وقد شارك في المنتدى أكثر من
عشرين متحدثاً دولياً من فرنسا وكوت ديفوار والسنغال والكاميرون والجزائر والمغرب،
إضافة إلى مؤسسات دولية كبرى عرضت أحدث تجاربها في التحول الرقمي، كما سُجل
حضور لافت لعدد من الشركات التونسية الناشئة التي قدّمت حلولاً مبتكرة في مجالات
الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني، ما عكس الحيوية التي يشهدها
المشهد الرقمي في تونس.

وركّزت النقاشات كذلك على مفهوم القيادة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث
شدد الخبراء على ضرورة تأهيل المديرين التنفيذيين لنظم المعلومات لاستخدام الذكاء
الاصطناعي كأداة لاتخاذ القرار وتحسين الكفاءة مع الحفاظ على البعد الإنساني في هذا
التحول. وأجمع المتدخلون على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوّض الإنسان، بل
يدفعه إلى التطور وإعادة التفكير في معنى القيادة في بيئة أصبحت فيها الآلة شريكاً في
التفكير والتحليل، مؤكدين أن التحدي الأكبر يتمثل في إيجاد توازن بين السرعة التقنية
والمسؤولية الأخلاقية لضمان بقاء الإنسان في صميم العملية الرقمية.

وقد خصّص المنتدى فضاءً مفتوحاً للابتكار والتعاون جمع بين 43 شركة الناشئة ورواد
الأعمال من جهة والمؤسسات الكبرى من جهة أخرى، حيث قدّم الشباب المشاركون من
تونس وعدد من الدول الإفريقية مشاريع رائدة في مجالات تحليل البيانات والذكاء
الاصطناعي التطبيقي، ما أتاح فرصاً حقيقية للتشبيك وتبادل الخبرات وبناء شراكات جديدة.
كما عُقدت جلسات حوارية جمعت ممثلين عن القطاعين العام والخاص حول سبل تمويل
مشاريع التحول الرقمي وتسهيل إدماج الكفاءات الشابة في الاقتصاد الرقمي.

ولم يقتصر المنتدى على البعد التقني، بل تجاوز ذلك إلى نقاش فكري حول الثقافة الرقمية
وسبل بناء وعي جماعي يتلاءم مع متطلبات عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تطرّق عدد
من المتحدثين إلى مسألة السيادة الرقمية بوصفها أحد الرهانات الأساسية للدول الإفريقية
الساعية إلى تحقيق استقلالها في إنتاج البيانات وتخزينها ومعالجتها. وفي هذا الإطار، أشار
المتدخلون إلى أن التحول الرقمي مشروع حضاري بقدر ما هو تكنولوجي، وأن نجاحه
يتطلب رؤية شاملة تمتد إلى التعليم والتشريعات والتفكير الأخلاقي، وليس فقط تطوير
الأنظمة التقنية.

واختتمت أشغال المنتدى بجلسة ختامية عرضت جملة من التوصيات التي تمثل خارطة
طريق للمرحلة القادمة، من أبرزها ضرورة الاستثمار في تكوين مديري نظم المعلومات
في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وإدارة التغيير، ووضع أطر تشريعية تنظم
استخدام الذكاء الاصطناعي وتضمن الشفافية وحماية المعطيات الشخصية، إلى جانب
تشجيع التعاون بين المؤسسات التونسية والإفريقية لتطوير البرمجيات المحلية وبناء بنى

تحتية رقمية مستقلة، ودعم البحث العلمي والتعليم العالي في مجالات البيانات الضخمة
والأمن السيبراني وربطها بسوق الشغل، فضلاً عن إدماج أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في
مناهج التكوين واستراتيجيات المؤسسات لضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.

كما أكد المنظمون أنّ منتدى DSI الدولي بات حدثاً قارّياً بامتياز يجمع بين التفكير
الاستراتيجي والخبرة العملية، ويعزز موقع تونس كجسر بين إفريقيا وأوروبا في مجالات
التكنولوجيا والابتكار. وأشاد المشاركون بمستوى التنظيم وجودة النقاشات، معتبرين أن
دورة 2025 مثّلت نقلة نوعية في تاريخ المنتدى سواء من حيث الحضور الدولي أو من
حيث عمق المواضيع المطروحة. كما أعلن نادي DSI تونس أن الدورة القادمة من المنتدى
ستنعقد بمدينة الحمّامات سنة 2026 وستكون باللغة الإنجليزية، في خطوة تهدف إلى
توسيع الانفتاح الدولي وتعزيز حضور المنتدى على الساحة العالمية ليصبح ملتقى دولياً
للخبراء والمفكرين في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

انطلاق موسم جني الزيتون بولاية زغوان وسط مؤشرات إنتاج واعدة

انطلق أمس الخميس موسم جني وتحويل الزيتون بمنطقة بوعشير من معتمدية الزريبة بولاية زغوان، وذلك بحضور والي الجهة كريم البرنجي وتقدر المساحة الجملية لغراسات الزيتون...
صدمة في عالم الأجهزة الذكية: مكنسة iLife A11 تتجسس على منزلك عن بعد!

صدمة في عالم الأجهزة الذكية: مكنسة iLife A11 تتجسس على منزلك عن بعد!

أثار اكتشاف جديد ثورة في عالم الأجهزة المنزلية الذكية بعد أن كشف مهندس برمجيات عن ثغرة خطيرة في مكنسة ذكية من طراز iLife A11،...