في خطوة جديدة لتعزيز الوعي الصحي، أطلقت وزارة الصحة التونسية حملة توعوية وطنية تدعو المواطنين إلى الاستعمال الرشيد للمضادات الحيوية، محذّرة من مخاطر اللجوء إليها دون استشارة الطبيب أو وصفة طبية.
وأكدت الوزارة في بلاغها أن المضادات الحيوية لا تعالج كل الأمراض كما يعتقد البعض، فهي مخصّصة فقط لمكافحة الالتهابات البكتيرية، ولا تنفع في حالات الزكام، أو الأنفلونزا، أو الأمراض الفيروسية المنتشرة في فصلي الخريف والشتاء. وشدّدت على أن الاستعمال العشوائي لهذه الأدوية يؤدي مع الوقت إلى فقدان فعاليتها وظهور بكتيريا مقاومة للعلاج، وهو ما يُعدّ تهديدا حقيقيا للصحة العامة.
ودعت الوزارة المواطنين إلى عدم طلب المضاد الحيوي من الطبيب في حال لم يصفه لهم، وضرورة احترام الجرعة والمدة المحددتين للعلاج دون انقطاع، حتى وإن شعر المريض بتحسّن قبل انتهاء الوصفة. كما أكدت على أهمية عدم مشاركة الدواء مع الآخرين، لأن كل حالة طبية تختلف عن الأخرى.
وتندرج هذه الحملة ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، التي أصبحت من أبرز التحديات الصحية في تونس والعالم. وتشير الإحصائيات إلى أن سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى ارتفاع معدلات العدوى المعقدة وصعوبة علاجها، مما يزيد من الضغط على المنظومة الصحية.
وفي ختام البلاغ، شدّدت وزارة الصحة على أن الحفاظ على فعالية الدواء مسؤولية جماعية، داعية جميع المواطنين إلى المشاركة في نشر الوعي بين العائلة والأصدقاء.
وجاء في الرسالة الختامية للحملة:
“المضاد الحيوي لا يعالج كل داء… خلّينا نحافظو مع بعض على فعاليّتو للأجيال القادمة.”



