توفي زعيم المافيا الإيطالية ماتيو ميسينا دينارو -الذي ألقت السلطات القبض عليه مطلع العام الحالي بعد أن ظل هاربا على مدى 30 عاما- عن عمر 61 عاما بعد صراع مع المرض، وفق وسائل الإعلام الإيطالية.
وذكرت تقارير طبية أن دينارو دخل في غيبوبة وتوقف إمداده بالتغذية منذ أول أمس السبت، حيث يقبع في المستشفى الذي يعالج فيه وسط إيطاليا.
ومنذ سنوات عانى دينارو من سرطان في القولون، وهو من اتخذ قرار تلقي العلاج الذي أدى إلى توقيفه في أعقاب زيارة إلى عيادة في مدينة باليرمو عاصمة صقلية.
وأصدر القضاء الإيطالي أحكاما عدة بحبس دينارو مدى الحياة، وكان معتقلا في سجن لاكويلا ويتلقى العلاج في زنزانته، لكن في أغسطس/آب نُقل دينارو إلى جناح السجناء في مستشفى محلي حيث تدهور وضعه في الأيام الأخيرة.
بقي دينارو لسنوات شخصية بارزة في مافيا كوزا نوسترا الإجرامية التي تمحورت حولها أحداث أجزاء فيلم “العراب” الشهير (ذا غادفاذر).
رحلة هروب
يذكر أن دينارو وقع في قبضة الأمن الإيطالي بجزيرة صقلية مطلع العام الحالي، بعد رحلة هروب مثيرة استمرت 30 عاما، وواجه اتهامات تشمل اغتيال قاضيين شهيرين متخصصين في مكافحة الجريمة المنظمة في تسعينيات القرن الماضي.
وقُبِض على دينارو في مدينة باليرمو بصقلية جنوبي إيطاليا بعد ملاحقة استمرت سنوات طويلة، وقد عُد اعتقاله إنجازا كبيرا في إطار الحملة المتسارعة على منظمات المافيا الرئيسية في إيطاليا (كوزا نوسترا، وكامورا، وندرانغيتا، والمافيا الرابعة)، مع أن تخفيه طوال هذه المدة عكس لدى البعض قدرا من الإخفاق الأمني.
وخلال السنوات القليلة الماضية، كان دينارو الأول على لائحة تضم أخطر 6 مطلوبين للسلطات الإيطالية، كما أنه من أخطر المجرمين المطلوبين عبر العالم، ولهذا وصفت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني اعتقاله بأنه نصر كبير لإيطاليا، مؤكدة أن بلادها لن تستسلم للمافيا.
وبعد وفاة الزعيمين التاريخيين الرئيسيين لمافيا صقلية توتو رينا وبرناردو بروفنزانو في السجن عامي 2016 و2017، أصبح دينارو الزعيم الفعلي لكوزا نوسترا، وكان يدير من مخبئه النشاط الإجرامي لهذه الشبكة التي تعود جذورها إلى القرن الـ19، ويقدر عدد أعضائها بالآلاف.
مافيا صقلية
وكان والد دينارو قائدا كبيرا في مافيا صقلية، وبالتالي كانت السبيل ممهدة لدخول ابنه مجال الجريمة المنظمة من بوابة الأسرة.
وبدأت رحلة هروب دينارو عام 1993، بعد أقل من عام من اغتيال القاضيين المتخصصين في مكافحة المافيا جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو، وهو متهم بالضلوع في اغتيالهما، فضلا عن عشرات جرائم القتل الأخرى، بما في ذلك التفجيرات التي شهدتها 3 مدن إيطالية خلال العام نفسه وأوقعت 10 قتلى.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المحققين أن ماتيو عاش خلال فترة اختبائه حياة باذخة، بفضل أشخاص -من بينهم سياسيون ورجال أعمال- كانوا يمدونه بالأموال.
وكان يعرف عنه أنه يرتدي ملابس وساعات ونظارات فخمة، وحين اعتقلته قوة من الدرك في مصحة خاصة في باليرمو، كان في هيئة حسنة جدا، وفقا للمحققين.
المصدر : وكالات