تفاقمت ظاهرة المراهنات الرياضية الإلكترونية بين الشباب التونسي،واستحوذت على عقولهم أملا في نيل الثروة بأبسط الطرق
مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في تونس بعد ثورة 2011 وارتفاع معدل البطالة، اجتذبت المراهنات الرياضية عبر الإنترنت نسبة كبيرة من
الشباب الذين تحولوا إلى بسرعة الى فضاء الرهانات الرقمية و حاليا لا توجد أرقام رسمية حول حجم الأموال المتداولة وعدد المتراهنين في هذه المسابقات الإلكترونية، لكن جمعية تونس للرقمنة تقدر عددهم بنحو نصف المليون شخص.
التبعات الاقتصادية و الاجتماعية:
مواقع الرهان التي تزداد يوما بعد يوم أصبح بالمئات في تونس و كل هذه المواقع الالكترونية لا تخضع للرقابة و لا تحترم الاقتصاد التونسي من خلال اعتمادها على طرق دفع مشبوهة عبر المحفظات الالكترونية مثل بيتكوين و في هذا السياق تحدث صالح مشيش الناطق الرسمي باسم الجمعية التونسية للرقمنة عن الأضرار التي تلحقها هذه المواقع بالاقتصاد خلال ندوة الاقتصاد الموازي وكيفية ادماجه في في الاقتصاد الوطني.
ان الفراغ التشريعي في تونس خلق فراغا واقتصادا موازيا يتسبب في خسائر كبيرة للدولة ونزيفا من العملة الصعبة في ظل انتشار المواقع الاجنبية التي تروج للرهان الرياضي الالكتروني وهي مواقع غير مراقبة ولا تخضع للقوانين التونسية ولا تدعم اقتصاد البلاد وتتوزع على مجالات عديدة.
وشدد مشيش على ضرورة تنظيم الرقمنة في مختلف المجالات وخاصة الرهان الرياضي والعاب الحظ بما يساهم في محاربة الفساد والحفاظ على المعطيات الشخصية للمتراهنين ودعم الاقتصاد الوطني الذي تضرر كثيرا من الفوضى لشركات الرهان الرياضي
اجتماعيا يعتبر دكتور علم الاجتماع محمد الجويلي أن حالة الإدمان التي وصل إليها بعض المولعين بهذه المراهنات تعكس قطعا الرغبة في اختزال المسافات للربح المادي لدى فئة واسعة من التونسيين العاجزين في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الراهنة عن الرقي بمستواهم المعيشي.
وحالة اليأس وتدني مَستوى العيش وراء إقبال عدد مهول من التونسيين على اختلاف الفئات العمرية على المراهنات أو القمار الإلكتروني من أجل إيجاد حل للواقع المعيش والقادم الغامض
البرومسبور فضاء مقنن يصمد وسط الغزو الالكتروني
أفادنا عادل الزرمديني أن لعبة البروموسبور مازالت تفرض وجودها لعدة عوامل أهمها أن البرومسبور لعبة جماعية
على عكس ألعاب الرهان الالكترونية التي يكون فيها الرهان بصفة فردية وهذا يلعب دور هام في المبالغ التي يفوز بها اللاعبين حيث وصلت قيمة المبالغ التي يفوز بها المتسابقون وفي فترة معينة الى 810 ألف دينار و هكذا و مؤخرا فاز أحد المتسابقين بمبلغ 410 ألف دينار ومثل هذه المبالغ لا توفرها مواقع الرهان الالكتروني حيث أن المتسابق في أفضل حالاته لا يتجاوز المبلغ الذي توفره له هذه المواقع 2000 دينار هذا ما يساهم في صمود لعبة البرومسبور, وأضاف أن الشركة تحاول النسج على المنوال المغربي و التحول الى العالم الرقمي من خلال عقد شراكات مع شركات عالمية خاصة و ذات مصداقية و تنوي وكالة النهوض بالرياضة العمل على هذه التجربة في العشر السنوات القادمة وأضاف الزرمديني في حديثه حول أزمة لعبة البرومسبور أن الخسائر التي تكبدتها وكالة النهوض بالرياضة منذ سنة 2017 ناهزت 100 مليون دينار ويعود ذلك أساسا و بنسبة ما بين 60% و 70 %
الى تواتر قوانين المالية وخاصة منها قانون المالية الصادر سنة 2016 و الذي مثل الضربة القاسمة حيث فرض القانون ضريبة بنسبة 25% على الفائزين لفائدة الدولة و هذا ما ساهم في نفور عديد المتسابقين نحو المواقع الموازية و كبد الشركة خسائر بلغت نسبة 50 مليون دينار في سنة واحدة
تنظيم مستمر للأنشطة:
تنظّم الشركة مسابقات في التكهّنات بالنتائج النهائية لقائمة مباريات مختارة من البطولة الوطنية والبطولات الأوروبية ضمن مسابقة وطنية وأخرى عالمية.
ويبلغ عدد مسابقات التكهّنات الرياضية حوالي 80 مسابقة سنويّا وذلك بمعدّل مسابقتين كل أسبوع طيلة الموسم الرياضي.
par: Yosri benarbia